261

Islamic Not Wahhabi

إسلامية لا وهابية

Daabacaha

دار كنوز أشبيلية للنشر ١٤٢٥ هـ

Noocyada

للحافظ، وقد تحقق ما أنبأ به ﵇ فإن كثيرًا من الفتن الكبرى كان مصدرها العراق كالقتال بين سيدنا علي ومعاوية، وبين علي والخوارج، وبين علي وعائشة وغيرها مما هو مذكور في كتب التاريخ. فالحديث من معجزاته وأعلام نبوته ﷺ» (١) .
[لمزهم أنهم من بلاد مسيلمة الكذاب]
لمزهم في أنهم من بلاد مسيلمة الكذاب: وفي لمزهم للإمام وأتباعه من أهل نجد بأنها (ديار مسيلمة) يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن: «وقد أفنى الله كل من حضر مسيلمة في القرن الأول ولم يبق بنجد من يصدق مسيلمة الكذاب، بل من كان في أواخر عهد الصحابة ﵁ ومن بعدهم بنجد يُكَفِّرون مسيلمة ويكذِّبُونه فلم يبق بنجد من فتنة مسيلمة لا عين ولا أثر. فلو ذُمَّ نجدٌ بمسيلمة بعد زواله وزوال من يصده لذُم اليمن بخروج الأسود العنسي ودعواه النبوة.
وما ضر المدينة سكنى اليهود فيها، وقد صارت مُهَاجر رسول الله ﷺ وأصحابه، ومعقل الإسلام، وما ذمت مكة بتكذيب أهلها الرسول ﷺ وشدة عداوتهم له، بل هي أحب أرض الله إليه، فإذا كان الأمر كذلك فأرض اليمامة لم تَعْص الله وإنما ضرت المعصية ساكنيها، [آنذاك] بتصديقهم كذابهم، وما طالت مدتهم على ذلك الكفر بحمد الله، فطهَّر الله تلك البلاد منهم، ومن سلم منهم من القتل دخل في الإسلام، فصارت بلادهم بلاد إسلام، بُنيت فيها المساجد، وأقيمت فيها الشرائع، وعُبد الله فيها في عهد الصحابة ﵁ وبعدهم، ونفَر كثيرٌ منهم مع خالد بن الوليد لقتال العجم، فقاتلوا مع المسلمين، فنال تلك البلاد من الفضل ما نال غيرها من بلاد أهل الإسلام، على أنها تفضل على كثير من البلاد بالحديث الذي رواه البخاري في صحيحه أن النبي ﷺ قال وهو بمكة لأصحابه «أُريت دار هجرتكم» فوصفها ثم قال: «فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو يثرب» (٢) ورؤيا النبي ﷺ وحي حق، وكفى بهذا فضلًا لليمامة وشرفًا لها على غيرها، فإن ذهاب وهله ﷺ في

(١) الإمام محمد بن عبد الوهاب لمحمود الاستانبولي (٩٠) .
(٢) رواه البخاري رقم (٧٠٣٥) كتاب التعبير: باب إذا رأى بقرًا تنحر من حديث أبي موسى ﵁) .

1 / 286