Islamic Call During the Meccan Era: Its Methods and Aims

Raouf Shalaby d. 1415 AH
77

Islamic Call During the Meccan Era: Its Methods and Aims

الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها

Daabacaha

دار القلم

Lambarka Daabacaadda

الثالثة

Noocyada

وهل يسأل بشر مثلهم أنه تمكن من تحطيم هذه الآلهة في حضرة الإله الكبير؟ ويجيب سيدنا إبراهيم ﵇ متهكما: ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ﴾ . وهي إجابة تتفق مع مستوى عقولهم لا كذب فيها ولا افتراء وإنما هي إجابة متهكم يوجههم إلى العبث في وصف أكوام الحجارة والخشب بآلهة، ويريد أن ينبههم إلى أن هذه التماثيل لا تدري من حطمها أهو أنا أم هو هذا الصنم الكبير الذي ما زال باقيا؟ وأنتم كذلك مثل هذه الأصنام لا تدرون هل أنا الذي حطمها أم كبيرهم، فإذا كان الإله هو مصدر المعرفة والحق فاسألوهم هم لا تسألوني أنا. وكأنما ومضة نور قد سطعت في غياهب ظلمات قلوبهم فتدبروا جواب سيدنا إبراهيم. فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا: ﴿إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ﴾، لماذا تحكمون بالظلم على الفاعل قبل أن تتأكدوا منه ومن فعلته؟ ولماذا تظلمون إبراهيم؟ ١ ولكن الظلام الدامس يذيب هذه الومضة في غياهبه المتراكمة فينتكسون.

١ راجع الآلوسي ج١٧ ص٦١.

1 / 69