Islaamka iyo Ilbaxnimada Carabta
الإسلام والحضارة العربية
Noocyada
ولو كان الحجاب معروفا أوائل الإسلام على نحو ما صار إليه في العصر الأخير والذي قبله، لما تيسر للصحابيات والتابعيات وغيرهن من نساء العرب أن يصحبن أزواجهن في الحروب، وكان من نساء المسلمات الممرضات يسلمون إليهن الرثيث أو المرتث، ولطالما غزا الرسول بالنساء يداوين الجرحى ويحذين
41
من الغنيمة، ومنهن الداعيات المحمسات والمعاونات للمحاربين على تخفيف شظف العيش، ومنهن من كن يبرزن سافرات كسكينة بنت الحسين وعائشة بنت طلحة وغيرهما على ما اشتهر من جمالهن، يجتمعن إلى الرجال من غير نكير،
42
وعائشة زوج الرسول هل كان يتأتى الأخذ عنها وعن غيرها من نساء الرسول وغيرهن لو كان النساء محجبات بغير الحجاب الشرعي، أي ظاهرات الوجه والكف وربما الذراعين والقدمين.
وفي تاريخ الإسلام عشرات من الأمثال والحجج يمت بها السفوريون المتعدلون وهم لم ينسوا أن من النساء من كن يحاربن بالفعل أو يجلسن وراء الجيش يحمسن الرجال، فإذا ولى أحدهم من الزحف ينهلن عليه بالضرب والتقريع، وما فات القائلين بالحجاب أن تستر المرأة في القديم كان على حالة يرضاها الشرع ولا يأباها المجتمع، فما منع نساء المسلمات من أخذ العلم والسعي للرزق والرحلة والتنقل والعمل على ما فيه السعادة الزوجية والبيتية بما لم يخرج المرأة عن طبيعتها إلى طبيعة أخرى لم تخلق لها وليس لها الاستعداد الكافي للقيام بها.
وبهذا عرفنا أنه كان للحجاب صورة أخرى مثل التي نراها اليوم في القرى والبوادي، وفي الحقيقة أن الشريعة حظرت الخلوة بالأجنبي والتبرج أمام غير المحارم، وأي عقل سليم لا يستحسن هذا منها، وهل أعظم في باب المغريات من تبذل المرأة في خلوتها بالغريب وظهورها بمظهر من الزينة ناب عن المعقول وقانون الحياء؟ ولو كان الحجاب غليظا كما يصوره بعضهم بحيث كان مانعا للمرأة عن العمل، هل كنا نرى هذا العدد الدثر في التاريخ من النساء المتعلمات والمحدثات والواعظات والأديبات وغيرهن منذ عهد الصحابيات إلى اليوم؟ وهل كنا نرى نساء كثيرات ساهمن الرجال في إدارة الممالك؟ أو ساعدن أزواجهن على أعمالهم العظيمة، فكان شطر من توفيق الرجال يحسب لأزواجهن المتعلمات.
روى الجاحظ قال: لم يزل الرجال يتحدثون مع النساء
43
في الجاهلية والإسلام حتى ضرب الحجاب على نساء النبي خاصة، وأن النساء إلى عهده من بنات الخلفاء وأمهاتهم فمن دونهم يطفن بالبيت مكشفات الوجوه، ونحو ذلك لا يكمل حج إلا به.
Bog aan la aqoon