Islaamka iyo Ilbaxnimada Carabta
الإسلام والحضارة العربية
Noocyada
بن عمر الأنصاري وكان ثقة كثير الحديث عالما، أن يجلس في دمشق فيحدث الناس بالمغازي ومناقب الصحابة، وقال: إن بني مروان كانوا يكرهون هذا وينهون عنه، فاجلس فحدث الناس بذلك، وسبق حكيم آل مروان وعالم قريش، خالد
41
بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، المتوفى سنة 85 إلى ترجمة كتب الفلاسفة والنجوم والكيمياء والطب والحروب والآلات والصناعات من اللسان اليوناني والقبطي والسرياني، «وكانت الترجمة - أحيانا - من لغة يونان إلى العبرانية، ومن العبرانية إلى السريانية، ومن السريانية إلى العربية.» وخالد بن يزيد هذا أول من جمعت له الكتب وجعلها في خزانة في الإسلام، والأرجح أنها كانت في دمشق.
وبعد، فالشام، بل بلاد الإسلام، مدينة لأمية بأمور كثيرة لإخراجها من غضاضة البداوة إلى غضارة الحضارة. والعلوم تسربت إلى العرب من بقايا علوم القبط واليونان والسريان، بعد أن توطد أمر الخلافة، وأخذت الجيوش تتقدم في إفريقية إلى الأندلس وفي الشرق إلى ما وراء السند وسمرقند، وكانت في أنطاكية والرها ونصيبين وحران أول الفتح مدارس
42
عامرة تشبع أساتذتها بالثقافة اليونانية وفلسفة أرسطو والعلوم والطب المعروفة عند القدماء. قال دييل: وراجع خلفاء الأمويين هؤلاء الأساتيذ لينقلوا إلى السريانية وإلى العربية أهم كتب العلم والأدب عند اليونان وبيزنطية. وجاء العباسيون بعد الأمويين فكان همهم أن يجمعوا المخطوطات اليونانية وأن ينقلوا إلى العربية أشهر كتب العلم والطب والفلسفة اليونانية، ومضى القرن التاسع برمته وبغداد تترجم أقليدس وأرخميدس وبطلميوس وديسقوريدس وأبقراط وجالينوس وأرسطو وتاوفرسطس، قال وبحق ما قيل: إن العرب لولا بيزنطية والتقاليد البيزنطية التي نقلتها إليها مدارس الشام لظلوا على الرغم من استعدادهم الباهر، على ما كانوا عليه في عهد محمد، شعبا نصف متوحش، فبواسطة تراجمة شاميين عرف العرب العلم والفلسفة اليونانية، وبفضلهم نشأت في الإسلام من إسبانيا إلى الهند حركة عقلية عظيمة أتت بأينع الثمرات، وبفضل المدارس العربية في قرطبة عرف الغرب النصراني نفسه فلسفة أرسطو. ا.ه.
وقال لبون: إن حماسة المسلمين في دراسة المدنية اليونانية واللاتينية مدهشة حقيقة، وقد ضاهت العرب شعوب كثيرة، وربما لم يقم من الشعوب من تقدمهم في هذه السبيل. وقال لكرك: كان كل ما في أيدي العرب من العلوم في آخر القرن الثامن للميلاد ترجمة مؤلف في الطب وبضعة كتب في علم الكيمياء، وما كاد القرن التاسع يوشك أن ينصرم حتى كان العرب قد امتلكوا ناصية جميع علوم اليونان وثقافة الأقدمين، ونبغ فيهم عدد عظيم من المؤلفين، وقال نوبرجر: فاقت المدنية العربية في أوج إمبراطورية الإسلام مدنية رومية القديمة في حيويتها وتنوعها، على حين كان لحضارة الإسلام في الأندلس مركز يشابه من عدة وجوه حضارة اليونان القديمة، وقال دوسن: إن المدنية الأوربية، بل المدنية الغربية كلها، مدينة للمسلمين بميراث حكمة الأقدمين، وإن فتوحات العرب في إمبراطورية الإسلام من القرن السابع إلى الخامس عشر، لتعد إحدى عجائب التاريخ، ومن المدهش أن يصبح العرب - وكانوا أول أمرهم على الفطرة - عنصرا فاتحا، ويغدوا سادة نصف العالم في مائة عام، ومن أشد العجب حماستهم العظيمة، وسرعتهم البالغة في تحصيل العلوم، وتكوين الثقافة اللازمة لعظمتهم، حتى وصلوا إلى مستوى عال في مائة سنة، بينا نرى الجرمانيين لما فتحوا الإمبراطورية الرومانية قضوا ألف عام، قبل أن يقضوا على التوحش وينهضوا لإحياء العلوم. ا.ه.
وفي الواقع أن العرب في صدر الإسلام لم تعن كما قال صاعد
43
بشيء من العلوم إلا بلغتها ومعرفة أحكام شريعتها، حاشا صناعة الطب فإنها كانت موجودة عند أفراد منهم، غير منكورة عند جماهيرهم لحاجة الناس طرا إليها، وتولى النقل إلى العربية اليعاقبة والسريان والفرس وغيرهم، وكان المسلمون يصلحون المترجمات على الأكثر ويضعون المسميات للمصطلحات العلمية كالطب ونحوه، فينحتون ويشتقون ويضعون،
Bog aan la aqoon