Islaamka iyo Ilbaxnimada Carabta
الإسلام والحضارة العربية
Noocyada
مائة غلام يتكلم كل واحد منهم بلغة غير لغة الآخر فكان يكلم كل واحد منهم بلغته، وكانوا يسمون القراء
33
من يقرءون الكتاب وليسوا أميين؛ لأن الأمية صفة عامة في الصحابة، فقيل لحملة القرآن يومئذ: قراء إشارة إلى هذا، فهم قراء لكتاب الله والسنة المأثورة عن رسوله، وهؤلاء بدءوا عقبى الفتوح ينتشرون في الأمصار.
كانت أول بعثة علمية أرسلت من الحجاز إلى الشام في إمارة يزيد بن أبي سفيان، كتب هذا إلى عمر بن الخطاب أن أهل الشام قد كثروا وربلوا
34
وملئوا المدائن واحتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم، فأعني يا أمير المؤمنين برجال يعلمونهم، فأرسل إليه معاذا
35
وعبادة وأبا الدرداء، فصار الأول والثاني إلى فلسطين، وصار الثالث إلى دمشق، وكان الفضل الأول في اقتراح إنفاذ هذا المشروع العظيم لأحد أبناء أبي سفيان النجباء، كما كان الفضل الأعظم لعثمان بنسخ صحف القرآن في المصاحف، فأرسلت المصاحف التي كتبت منه إلى الكوفة والبصرة ودمشق ومكة والمدينة، وضعت في جوامع الأمصار يقرأ فيها القراء ويرجع إليها الحفاظ، وأبقى عثمان لنفسه مصحفا عرف بالمصحف الإمام، وغبر الناس يقرءون في مصحف عثمان نيفا وأربعين سنة إلى أيام عبد الملك بن مروان، ثم كثر التصحيف في العراق ففزع الحجاج ابن يوسف إلى كتابه وسألهم أن يضعوا لهذه الحروف المشتبهة علامات فوضعوا النقط أفرادا وأزواجا، وخالفوا بين أماكنها فأصبح الناس لا يكتبون إلا منقوطا ثم أحدثوا الإعجام، وكان عثمان كسائر بني أمية وبني عبد شمس في الغاية من الغيرة على بث الفضائل في الناس، يكرم صاحبها أيا كان، وذكروا وهو من البراهين على حبه للعلم، أن حرملة بن المنذر
36
الطائي كان شاعرا نصرانيا أدرك الجاهلية والإسلام، وكان من وزراء الملوك ولملوك العجم خاصة، وكان عالما بسيرهم، فكان عثمان يقربه على ذلك ويدني مجلسه.
Bog aan la aqoon