المحليين، ولم ينته هذا القرن حتى عمت فيهم عبادة الشهداء والأولياء، وتكونت عقيدة جديدة، وهي أن الأولياء يحملون صفات الألوهية، وصار هؤلاء الأولياء والقديسون خلقا وسطا بين الله والإنسان، وغيرت أسماء الأعياد الوثنية بأسماء جديدة، حتى تحول في عام ٤٠٠ ميلادي عيد الشمس القديم إلى عيد ميلاد المسيح " (١) . أما المجوس فقد عرفوا من قديم الزمان بعبادة العناصر الطبيعية وأعظمها النار، وقد عكفوا على عبادتها أخيرا، يبنون لها هياكل ومعابد، وانتشرت بيوت النار في طول البلاد وعرضها، وانقرضت كل عقيدة وديانة غير عبادة النار وتقديس الشمس، وأصبحت الديانة عندهم عبارة عن طقوس وتقاليد يؤدونها في أمكنة خاصة (٢) . يصف مؤلف " إيران في عهد الساسانيين " الدنماركي " آرتهر كرستن سين طبقة رؤساء الدين ووظائفهم فيقول: " كان واجبا على هؤلاء الموظفين أن يعبدوا الشمس أربع مرات في اليوم، ويضاف إلى ذلك عبادة القمر والنار والماء، وكانوا مأمورين بألا يدعوا النار تنطفئ وألا تمس النار والماء بعضهما بعضا، وألا يدعوا

(١) (١) rev. jamecs houstion Baxter in history of christionity in the light of modern knowledge Glasgow، ١٩٢٩، p. ٤٠٧. (٢) اقرأ كتاب " إيران في عهد الساسانيين " للبروفيسور " آرتهر كرستن سين " أستاذ الألسنة الشرقية في جامعة " كوبنهاجن الدنمارك، والمتخصص في تاريخ إيران، و" تاريخ إيران " تأليف شاهين مكاريوس المجوسي.