Islaamka Qarniga Labaatanaad: Xaadirkiisa iyo Mustaqbalkiisa
الإسلام في القرن العشرين: حاضره ومستقبله
Noocyada
فمن أسباب انتشار الإسلام في القارة الأفريقية - عند فريق من هؤلاء الباحثين أو المبشرين - أنه لا يمنع تعدد الزوجات، ولا يحول بين الرجل الأفريقي وطلاق زوجاته أو الاحتفاظ بما شاء منهن كما يشاء.
ومن أسباب انتشاره عند الباحثين في سرعة الإقبال عليه بين الهنود: أنه سوى بين الطوائف المنبوذة وغيرها من طوائف السادة والأشراف، فأقبل المنبوذون عليه زرافات، وبلغوا به من المكانة الاجتماعية ما لم يكونوا بالغيه بالعقيدة المفرقة بين الطوائف والطبقات.
ومن هذه الأسباب عند الباحثين في سرعة انتشاره بين الأندلسيين: أنه صادف ثمة شعبا فقيرا ساءت ظنونه بساداته من رجال الدنيا والدين، وأنكروا من أولئك السادات الدنيويين والدينيين تعاليا عليهم، واشتغالا عنهم بلذتهم وأبهتهم، فرحبوا بأصحاب الدين الجديد، ودخلوا في ملتهم؛ لأنها ملة لا تفرق بين السادة والعبيد.
ومن هذه الأسباب أنه دين بسيط سهل القواعد والأصول لا يحوج المتدين به بعد الإيمان بالوحدانية وفرائض العبادة إلى شيء من الغوامض والمراسم التي يدين بها أتباع العقائد الأخرى ولا يفقهون ما فحواها.
وهذه كلها - على أصح ما تكون - أسباب محلية أو أسباب موقوتة تصلح لتعليل انتشار الدين في بيئة معينة أو في زمن معين، ولكنها لا تلازم انتشاره في جميع البيئات والأزمان، ومشكوك مع هذا في صدق تعليل البيئة الواحدة كما قيل عن تعليل شيوع الإسلام بين الأفريقيين وقلة إقبالهم على العقائد التي تحرم تعدد الزوجات.
فليس تعدد الزوجات من اليسر بحيث يقدر عليه من أراده بين أولئك الأفريقيين، ومن كان منهم قادرا على تعديد زوجاته وسراريه فهو يعددهن حتى الساعة كائنا ما كان اعتقاده، أو كائنا ما كان دينه بين الأديان الكتابية، وسائر القوم من غير ذوي القدرة على الجمع بين الزوجات الكثيرات قلما يعنيه السماح له بزوجة أو أكثر من زوجة، وقلما يوجد في بيئته سجل يحصي عليه عقود الزواج والطلاق، وقد أجمع الرحالون على صعوبة الاستعداد للزواج وتدبير المهر المطلوب بين قبائل أفريقيا الوسطى، فلا يتأهل الشاب للبناء بالزوجة الواحدة إلا أن يكون ذا مال يحسب بما عنده من رءوس الماشية والأنعام، ومن المستغرب حقا أن يتخيل المرء أفريقيا يدخل في الدين ثم يخرج منه؛ لأنه حال بينه وبين البناء بزوجة جديدة غير التي ارتبط بها بعقد من العقود على أيدي رجال الدين، وأغرب من ذلك أن نتخيل الأفريقي الأعزب منتظرا متسائلا لا يدخل في الدين حتى يتبين ما يبيحه له أو يحرمه عليه من روابط الزواج.
وأيا كان أثر العلاقات الزوجية في انتشار الإسلام بين الأفريقيين، فمن المحقق أن هذه المسألة خاصة لم يكن لها شأن في منافسة الأديان الأخرى قبل القرن السادس عشر للميلاد، فإن تحريم تعدد الزوجات لم يرد في كتاب من كتب العهد القديم أو العهد الجديد، وكل ما ورد في الإنجيل أن القس ينبغي ألا يزيد على زوجة واحدة إن لم يكن بد من الزواج، وقد جمع شارلمان في القرن التاسع بين زوجتين، وزاد عدد زوجاته على خمس، كلهن بقيد الحياة غير من في القصر من السراري والزوجات «غير الشرعيات». واعترف قبل مماته بعشرة من أبناء هؤلاء عدا الثمانية الذين ولدوا له من زوجاته دسدراتا وهولجارد وفسترادا
1
وعدا الأبناء الذين ولدوا له ولم يعترف بهم؛ لأنهم كانوا على غير ما يحب من سمات الأمراء.
ومن الأوهام الشائعة كما قلنا في كتابنا عن الفلسفة القرآنية:«إن الدين الإسلامي هو الدين الوحيد الذي أباح تعدد الزوجات بين الأديان الكتابية؛ لأن الواقع الذي تدل عليه كتب الإسرائيليين والمسيحيين أن تعدد الزوجات لم يحرم في كتاب من كتب الأديان الثلاثة، وكان عملا مشروعا عند أنبياء بني إسرائيل وملوكهم فتزوجوا بأكثر من واحدة، وجمعوا بين عشرات الزوجات والجواري في حرم واحد، ورورى وستر مارك
Bog aan la aqoon