Iskaamka ee Xabashada
الإسلام في الحبشة: وثائق صحيحة قيمة عن أحوال المسلمين في مملكة إثيوبيا من شروق شمس الإسلام إلى هذه الأيام
Noocyada
نشاط المسلمين الطبيعي في الحبشة
الرواد الذين جابوا بلاد الحبشة طولا وعرضا، ودرسوا طبائع سكانها واحتكوا بالأهالي زمنا طويلا، ووقفوا على سر حياتهم الاجتماعية ومبلغ مداركهم، شهدوا بأن مسلمي الحبشة عموما ذوو نشاط، وعلى جانب عظيم من الذكاء، ولهم التفوق على غيرهم من السكان في حلبة تنازع البقاء.
وقد صدق أولئك الشهود العدول؛ إذ لولا ذلك لجرفهم سيل الطغيان الحبشي، وأبادهم بكثرة الحروب، وابتزاز الأموال، والضغط عليهم من ملوك الحبشة ورءوسها في جميع مرافق الحياة.
الصناعة والزراعة والتجارة
يتعاطى المسلمون في الحبشة مختلف الحرف والصناعات المفيدة، ولهم حظ وافر في التجارة.
وقد ذكرت الجرائد في هذه الأيام أن التجار في الحبشة قدموا للإمبراطور مساعدة مالية كبيرة، قدرت بملايين الجنيهات والريالات، ووعدوه بمساعدات أخرى مثلها.
وقد مر أن أغلب تجار الحبشة مسلمون، ولئن كانت هذه المساعدة عن طيب خاطر، فهم أهل لها ولمثلها.
وإن كانت عن طلب وضغط شديد، فشيء احتملوه واعتادوه من قديم، فإنهم مهددون بالمصادرة في كل لمحة، فما ظهرت على أحدهم آثار نعمة إلا طمع الرؤساء بسلبها منه.
وهنا نثبت ما كتبه المرحوم صادق باشا العظم في رحلته للحبشة بالصفحة 159، وهو في «أديس أبابا» قال: «وأتى لزيارتنا «آتو بالا ينتخ» الرجل الذي كنا تعرفنا عليه في مرحلة «تاديجا مالكا»، وقد كان أكرمنا غاية الإكرام، وأراد أن يهديني بغلا، وكنت رأيته في «تاديجا مالكا» بملابس ثمينة، وعلى رأسه قبعة جميلة، وعليه ثوب من الجوخ الأسود مبطن بالحرير.
ولكن لما جاء لزيارتنا هنا، رأيته بعكس الهيئة المذكورة، إذ كان حافي القدمين مكشوف الرأس، وملابسه قميص ولباس مصنوعان من البفتة السمراء، وعليها ثوب من اللباد العريض.
Bog aan la aqoon