Islam and Our Political Situation

Abdel Qader Audah d. 1373 AH
34

Islam and Our Political Situation

الإسلام وأوضاعنا السياسية

Daabacaha

مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

Noocyada

بعض الأرض يستنبتون فيها الزرع أو يرعون ما فيها من حشائش أو يستغلون ما فيها من أشجار، أو يستخرجون ما فيها من معادن أو زيوت، أو يقيمون عليها مساكنهم ومخازنهم ومتاجرهم ومصانعهم وَقُرَاهُمْ وَمُدُنَهُمْ. ثم إن عجز البشر في طفولتهم وشيخوختهم ومرضهم يدعوهم لأن يدخروا لأبنائهم ما يحييهم في طفولتهم، وإلى أن يدخروا لأنفسهم ما يعينهم على شيخوختهم ومرضهم. وقد تنمو الرغبة في إدخال القليل وتتحول إلى رغبة في ادخار الكثير، وهذا المدخر يتشكل أشكالًا مختلفة بحسب ظروف كل شخص فيكون عقارًا أو منقولًا أو حيوانات أو معادن. فهل يمتلك البشر كل هذا الذي يحتاجونه أو يجتازونه أو يدخرونه؟ ما حدود ملكيتهم؟ وهل هي ملكية تامة أو هي مليكة ناقصة؟ وهل هي ملكية مطلقة أم هي مليكة مقيدة؟ المَالُ للهِ وَلِلْبَشَرِ حَقُّ الاِنْتِفَاعِ: ونستطيع في سهولة ويسر إذا رجعنا إلى ما لدينا من نصوص ورتبنا معلوماتنا ترتيبًا منطقيا أن نصل إلى نتيجة واحدة هي أن المال كله لله وأن البشر لا يملكون منه إلا حق الانتفاع به. فالله - جَلَّ شَأْنُهُ - هو الذي خلق وما بينهما وما فيهما من شيء ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ

1 / 35