40

Islam and Human Rights in Light of Global Changes

الإسلام وحقوق الإنسان في ضوء المتغيرات العالمية

Daabacaha

مجلة مجمع الفقه الإسلامي

Noocyada

ولقد اختارت عديد من الدول في العالم اليوم، أن يكون التعليم إجباريًّا، غايتها في ذلك القضاء على الأمية، التي كانت لعهد غير بعيد، مستحلفة في عديد الأوساط والشرائح الاجتماعية، مما يعوق قدرة الشعوب على بلوغ أهدافها في التنمية والتقدم.
٣ - الحق في محيط نظيفٍ وبيئة طبيعية سليمة: إن واجب الاستخلاف والإعمار في الأرض، كما أراده الله لآدم وذريته من بعده، يقتضي فيما يقتضي، المحافظة على وسائل الحياة فيها، وعدم السعي فيها بالإفساد؛ قال تعالى: ﴿وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَْ﴾ [البقرة: ٢٠٥]، وقال: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ﴾ [الروم: ٤١]. إن صيحات الفزع المتوالية، التي نسمع صداها المتكرر هذه الأيام، والصادرة عن الهيئات والجميعات المهتمة بالبيئة، وتلك المعبَّر عنها بالجمعيات "الخضر"، تحوّلت إلى همٍّ سياسيٍّ، وانشغال أممي، عبّرت عنه المؤتمرات والندوات الدولية، وأشهرها الندوة الأممية حول البيئة والتنمية التي انعقدت بريو دي جنيرو١. وهذه الندوات تصب كلها في مجموعة من الاهتمامات، التي تراها كفيلة بتعديل السلوك البيئي لدى الإنسان، بما يعيد التوازنات الأيكولوجية، وذلك بعمل طويل المدى، يستهدف التحسيس والتوعية بكل الوسائل الممكنة، من أجل محيطٍ نظيفٍ وبيئةٍ طبيعية سليمة لنا ولأجيالنا القادمة.

١ جوان ١٩٩٢.

1 / 41