أوزوريس كان الطيبة، والطمأنينة، منذ غاب لم يعرف قلبي الطمأنينة. (إيزيس صامتة حزينة.)
معات :
لن يكتفي «سيت» بما حدث يا إيزيس، لن يكف عن الشر، لن يهدأ حتى ينالك أنت أيضا، والطريق الوحيد أمامك الآن هو الهرب والاختفاء بعيدا عنه.
إيزيس :
لن أهرب، سأواجهه بتهمة القتل، سأواجهه وجها لوجه. (تتراجع)
لكني أكره وجهه، لا أحب أن أراه، لا أراه حتى يتبدد من كياني الخير، لم أحبه أبدا، لم يكن يثير في إلا مشاعر الكره والغضب، عكس أوزوريس.
أوزوريس كان يثير في أجمل ما في: الحب، العدل، الرحمة، الجمال، والفضيلة. لكن «سيت» يثير في أقبح ما في: الغضب، الشر، الكراهية. إنه يسلب مني فضائلي ويعكس علي رذائله، ملامح الشر على وجهه تنعكس على وجهي، أحاسيس الغضب والكره تنتقل إلي كأنما بالعدوى. لا أراه حتى يتقمص جسدي وعقلي الشر. لا أحب أن أراه، فهو يجعلني أكره نفسي وأكره وجهي الغاضب في المرآة، وأكره جسدي وهو ينتفض برغبة الانتقام، كالقشعريرة الباردة تزحف، كالموت تزحف. أكرهه كالموت. أود لو أطبقت بأصابعي على عنقه، أضغط عليه وأضغط وأضغط حتى يلفظ نفسه الأخير، لا أراه أمامي حتى أتخيله مقتولا بيدي فاقدا الروح، إنه يحولني من إيزيس الإلهة الرحيمة إلى إيزيس القاتلة.
معات :
إنه ينتصر عليك حين يثير الشيطان داخلك. فهو يجعلك مثله تنتفضين بمشاعر الكره والغضب، هو يريدك مثله، لا يريد أن يكون وحيدا في شقائه وتعاسته، يريدك معه، يريد أن يطرد من قلبك أوزوريس إله الخير والطيبة، يريد أن يشوه كيانك ويطرد منك الرحمة والحب والعدل. إنه كالشيطان لا يطيق أن يرى إله الخير أمامه، لا يطيق أن يرى نقيضه وجها لوجه. وأنت يا إيزيس نقيض «سيت»، منذ الطفولة وهو يكسر قلمك ويمزق صورتك وكراستك، ومنذ الطفولة وأنت تحاولين إصلاح حاله، قابلت إساءته بقلب رحيم كبير كقلب أمك نوت إلهة السماء، وكلما كنت تزدادين رحمة وشفقة به كان يزداد قسوة وشرا.
إيزيس :
Bog aan la aqoon