Ishkal wa Jawabuhu fi Hadith Umm Haram bint Milhan

Ali Al-Sayyah d. Unknown
53

Ishkal wa Jawabuhu fi Hadith Umm Haram bint Milhan

إشكال وجوابه في حديث أم حرام بنت ملحان

Daabacaha

دار المحدث للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

ذو القعدة ١٤٢٥ هـ

Noocyada

بأكثر من مجيء عموم أو إطلاق في القرآن ومجيء تخصيصه أو تقييده في السنة. ولو ثبتت الخلوة صراحة في الحَدِيث لم تضر لأنّ أُمّ حَرَام خالة للنبي ﷺ من الرَّضَاعَ أو أنَّ ذلك من خصائصه كما سيأتي قريبًا. أمَّا الإشكال الثاني وهو فلي أُمّ حَرَام لرأس النَّبِيّ ﷺ -، فقد تعددت آراء العلماء في ذلك على أقوال: القولُ الأَّولُ: أنّ من خصائص النَّبِيّ ﷺ إباحة النَّظَرِ لِلأَجْنَبِيَّاتِ وَالْخَلْوَةِ بِهِنَّ وَإِرْدَافِهِنّ، ويدخل في ذلك تفلية الرأس وغيره. وقد أشار إلى هذا اِبْن عَبْد الْبَرِّ فَقَالَ: «على أنه ﷺ معصوم ليس كغيره ولا يقاس به سواه» (١) . وَقَالَ أبو العباس القرطبيُّ: «يمكن أن يقالَ إنه ﷺ كان لا يستتر منه النساء لأنه كان معصوما بخلاف غيره» (٢) . قَالَ ابن حَجَر: «وَحَكَى اِبْن الْعَرَبِيّ مَا قَالَ اِبْن وَهَب ثُمَّ قَالَ: وَقَالَ غَيْره بَلْ كَانَ النَّبِيّ ﷺ مَعْصُومًا يَمْلِك أَرَبَهُ عَنْ زَوْجَته فَكَيْف عَنْ غَيْرهَا مِمَّا هُوَ الْمُنَزَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ الْمُبَرَّأ عَنْ كُلّ فِعْلٍ قَبِيحٍ وَقَوْلٍ رَفَثٍ، فَيَكُون ذَلِكَ مِنْ خَصَائِصه» . وَقَالَ ابن حَجَر أيضًا: «وَأَحْسَن الأَجْوِبَة دَعْوَى الْخُصُوصِيَّة وَلا يَرُدّهَا كَوْنُهَا لا تَثْبُت إِلا بِدَلِيل; لأَنَّ الدَّلِيل عَلَى ذَلِكَ وَاضِح، وَاَللَّه أَعْلَم» (٣) .

(١) الاستذكار (٥/١٢٥) (٢) المفهم (٣/٧٥٣) . (٣) فتح الباري (١١/٧٩)

1 / 57