المقام الأول في اسمه، ونسبه، ومولده
هو: صافي بن الصياد، أو الصائد، ومولده المدينة هذا بناءً على أن ابن الصياد هو الدجال، وسيأتي إن شاء الله تعالى أن الأصح أنه غيره.
وعليه: فإما أنه شيطانٌ موثقٌ في بعض الجزائر، أو هو من أولاد شِقّ؛ الكاهن المشهور، أو هو شِقٌّ نفسه، وكانت أمه جنية عشقت أباه فأولدها شقًّا، وكانت الشياطين تعمل له العجائب، فحبسه سليمان النبي ﵇ ولقبه المسيح.
وصفته: الدجال؛ مشتقٌّ من الدجل؛ وهو: الخلط واللبس والخَدعُ، فمعنى الدجال: الخداع الملبس على الناس، ومنه قوله ﷺ حين خطب إليه أبو بكر ﵁ فاطمة ﵍: "إني وعدتها لعلي، ولست بدجال"؛ أي: لست بخداعٍ له ولا مُلبسٍ عليك أمرك.
وأما تلقبه بالمسيح (١): فلأن عينه الواحدة ممسوحة، يقال: رجل مسيح الوجه، إذا لم يبق على أحد شقي وجهه عين ولا حاجب إلَّا استوى. وقيل: لأنه يمسح الأرض؛ أي: يقطعها.
وقال أبو الهيثم: إنه المِسِّيح؛ بوزن سكين؛ وهو: الذي مُسِحَ خلقه وشوه. وقال بعضهم: إنه المسيخ، بالخاء المعجمة. وعيسى ﵇؛ بالمهملة.
قال في "فتح الباري": وبالغ القاضي ابن العربي فقال: ضلَّ قومٌ فروه بالخاء المعجمة، وشدد بعضهم السين ليفرقوا بينه وبين المسيح ابن مريم ﵇، قال: وقد فرق النبي ﷺ بينهما بقوله في الدجال: "مسيح الضلالة"، فدل على أن عيسى ﵇ مَسيحُ الهدى، فأراد هؤلاء تعظيم عيسى ﵇ فحرفوا الحديث.
(١) وحكى صاحب "الدرجات" (ص ١٧٦) عن القرطبي أن في وجه تسميته بالدجال عشرة أقوال، وعن صاحب "القاموس" عن وجه تَلقُّبهِ بالمسيح خمسين قولًا (ز).