ومنها ما يعرض للنوع وحده، ولجميعه، وفى بعض الأوقات، كالشمط لجميع الناس فى وقت الشيخوخة.
والخاصة الرابعة هى التى يجتمع فيها أنها تعرض لجميع النوع، وله خاصة، وفى كل وقت كالضحك للإنسان وإن لم يضحك دائما؛ ولكن يقال له ضحاك من طريق أن من شأنه أن يضحك، لا لأنه يضحك دائما. وهذه الخاصة أبدا هى غريزته فيه ، كالصهيل للفرس. ويسمون هذه خواصا على الحقيقة لأنها تنعكس؛ وذلك أنه إن كان الفرس موجودا، فالصهيل موجود، وإن كان الصهيل موجودا، فالفرس موجود.
[chapter 6: I 5] القول فى العرض
والعرض هو ما يكون ويبطل من غير فساد الموضوع له.
وهو ينقسم قسمين: وذلك أن منه مفارقا، ومنه غير مفارق. فإن النوم عرض مفارق، والسواد عرض غير مفارق للغراب والزنجى؛ وقد يمكن أن يتوهم غراب أبيض، وزنجى قد ذهب عنه لونه، من غير فساد الموضوع.
وقد يحدونه أيضا بهذا الحد: العرض هو الذى يمكن فيه أن يوجد لشىء واحد بعينه وألا يوجد.
أو هو الذى ليس بجنس، ولا فصل، ولا نوع، ولا خاصة، وهو أبدا قائم فى موضوع PageV01P08 2
[book 2] الفصل الثانى من إيساغوجى وهو الكلام فى الاشتراك والاختلاف الذى بين هذه الخمسة
[chapter 7: II Preface]
فإذ قد حددت وميزت جميع الأشياء التى قصدنا نحوها، أعنى الجنس، والفصل، والنوع، والخاصة، والعرض، فينبغى أن نقول ما الأشياء التى تعمها، وما التى تخصها.
[chapter 8: II 1]
فالعام لها كلها هو أنها تحمل على كثيرين غير أن الجنس يحمل على الأنواع والأشخاص؛ والفصل أيضا يحمل على ذلك المثال؛ والنوع يحمل على الأشخاص التى تحته؛ والخاصة تحمل على النوع التى هى له خاصة، وعلى الأشخاص التى تحت ذلك النوع؛ والعرض يحمل على الأنواع وعلى الأشخاص، وذلك أن الحى يحمل على الخيل وعلى الكلاب إذ هى أنواع وعلى الفرس المشار إليه، وعلى الكلب المشار إليه، إذ هما شخصان. وغير الناطق يحمل على الفرس والكلب، وعلى الجزئيين منهم. فالنوع، كأنك قلت الإنسان، يحمل على الجزئيين من الناس فقط. والخاصة كالضحك تحمل على الإنسان، وعلى الجزئيين من الناس.
والأسود يحمل على نوع الغربان، وعلى الجزئيين من الغربان، وهو عرض غير مفارق. والتحرك [هو] يحمل على الإنسان، وعلى الفرس، وهو عرض غير مفارق؛ ولكنه يحمل أولا على الأشخاص، ويحمل ثانيا على الأشياء التى تحوى الأشخاص.
Bogga 83