واستشهد ابن القيم في شرح البيت بأربع آيات وبيتين، فإيراد ابن القيم لهذا العدد الكثير من الشواهد في شرح بيت واحد، دليل على غزارة مادته وقوة استحضاره، مما يعد من مميزات شرحه.
٣) ذكر ابن الناظم مخالفة ابن عصفور في جواز تعدد الحال إذا كان صاحبها مفردًا ولم يتطرق إلى ذلك ابن القيم ولا ابن عقيل.
٤) كما أن ابن عقيل نص على كيفية رد كل حال إلى صاحبها، عند تعدد كل منهما وعدم ظهور المعنى بأن يجعل أول الحالين لثاني الاسمين، وثانيهما لأول الاسمي، ولم يتطرق لذلك ابن الناظم ولا ابن القيم.
٥) وقد تميز شرح ابن القيم عن الشرحين الآخرين بميزة عامة تشمل باب الحال الذي منه بيت الموازنة وغيره، وذلك أنه التزم بافتتاح كل باب بتمهيد ولم يحد عم هذا المنهج إلا قليلًا، كما تقدم في منهجه.
ب) قال ابن مالك في باب التوكيد:
بالنفس أو بالعين الاسم أكدا ... مع ضمير طابق المؤكدا
قال ابن الناظم في شرح هذا البيت:
"اعلم أن التوكيد نوعان: لفظي، ومعنوي".
فأما اللفظي فسيأتي ذكره.
وأما المعنوي فهو: التابع، الرافع احتمال تقدير إضافة إلى المتبوع، أو إرادة الخصوص بما ظاهره العموم، ويجيء في العُرض الأول بلفظ "النفس" و"العين" مضافين إلى ضمير المؤكد مطابقًا له في الإفراد، والتذكير وفروعهما، تقول: "جاء زيد نفسه" فترفع بذكر النفس احتمال كون الجائي رسول زيد، أو خيره، أو نحو ذلك، ويصير به الكلام نصًا على ما هو الظاهر منه، وكذا إذا
1 / 54