الناطق، إن هذا لهو العجب العجيب والأمر الغريب.
ثم قال لاولئك القراء: إنها حيلة وخديعة فعلها ابن العاص لمعاوية، فلم يسمعوا وألزموه بالتحكيم، فعين معاوية عمرو بن العاص وعين أمير المؤمنين عبد الله بن العباس، فلم يوافقوا، قال: فالأشتر، فأبوا واختاروا أبا موسى الأشعري، فقال (عليه السلام): أبو موسى ضعيف العقل وهواه مع غيرنا، فقالوا: لابد منه وحكموه.
فخدع أبو موسى وحمله على خلع أمير المؤمنين (عليه السلام) وانه يخلع معاوية، وأمره بالتقدم حيث هو أكبر سنا، فصعد أبو موسى المنبر وخطب ونزع أمير المؤمنين (عليه السلام) من الخلافة، ثم قال: قم يا عمرو فافعل كذلك.
فقام وصعد المنبر وخطب وأقر الخلافة في معاوية، فشتمه أبو موسى وتلاعنا، فقال علي (عليه السلام) لأصحابه القراء العباد الذين غلبوا على رأيه بالتحكيم: ألم أقل لكم انها حيلة فلا تنخدعوا بها، فلم تقبلوا؟ قالوا لعنهم الله: ما كان ينبغي لك أن تقبل منا، فأنت قد عصيت الله بقبولك منا ولاطاعة لمن عصى الله.
وخرجوا من الكوفة مصرين على قتاله، وأمروا عليهم عبد الله بن وهب وذا الثدية وقالوا: ما نريد بقتالك إلا وجه الله والدار الآخرة، فقرأ (عليه السلام): {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا} (1).
ثم التحم القتال، فحمل عليهم أمير المؤمنين (عليه السلام) حملة واحدة، فلم يكن(2) إلا ساعة حتى قتلوا بأجمعهم سوى تسعة أنفس فإنهم هربوا، وقتل من أصحاب علي (عليه السلام) تسعة، عدد من سلم من الخوارج، وكان (عليه السلام) قد
Bogga 72