وعنه صلى الله عليه وآله وسلم:(من أخذ من الدنيا فوق ما يكفيه فقد أخذ بجيفة وهو لا يشعر).(2) وعنه صلى الله عليه وآله وسلم (من بنى فوق ما يكفيه، كلف أن يحمله يوم القيامة على عنقه)(1).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن)(2).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم (الرغبة في الدنيا ذل المؤمن، والزهد في الدنيا عز المؤمن( (3).
ودخل على عليه السلام على أبي نيزر، وهو في جهة العين التي تركها في يده، فقال: يا أبا نيزر هل عندك طعام ؟ فقال: يا أمير المؤمنين ليس إلا قرع من قرع الضيعة، وما به آنية إلا آنية لا أرضاها(4) لأمير المؤمنين، ثم قام علي عليه السلام وقال: علي به، فإن أكفنا أنضف الآنية، فجاء به فأكل منه حتى قضى حاجته، ثم قام إلى الربيع أي: ربيع النهر فغسل يده، ومضمض فاه، ومسح بيده على لحيته وصدره وبطنه، ثم قال : تعس من أدخله بطنه النار، ثم أخذ المعول ونزل إلى البئر فحفر، ثم طلع وعرقه يقطر من جبينه، ثم نزل مرة أخرى فضرب فاندهقت عليه ماء كأنها عنق جزور، فطلع عليه السلامحامدا الله تعالى وقال: على بدواة وقرطاس، فوقفها على فقراء مكة والمدينة، وأطلق للحسن والحسين عليهما السلام أيديهما وأولادهما، وأولاد أولادهم إلى آخرهم)(5).
فانظر إلى هذا الإنحراف العظيم عن الدنيا وحبها، والتقصير لآمالها، وإنما ذكرت لك ذلك لتطبع قلبك على التأسي بهؤلاء الأخيار، فتلحق بالأبرار وتجاور الملك الجبار في أعز جوار وأحسن دار.
Bogga 94