الآفة الرابعة:
التجسس بالاستماع لما يقوله المسلمون عند أبوابهم ومجالسهم والتسمع لأسرارهم، والأصاخة إلى ما يقع من الناس من الفواحش وأجناس ذلك.هذه الآفة أعظم الآفات وهي مفسدة للأذن عند عالم الخفيات { يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا } (1).
وروينا عن النبي أنه قال: (إني لأعرف قوما يضرب في آذانهم بمسامير من نار تضرب في جانب فتخرج من الجانب الآخر. قيل: من هم يا نبي الله ؟ قال: الذين يستمعون إلى ما لا يحل لهم على أبواب المسلمين). (2)
وعنه (من سمع فاحشة وأفشاها فهو كمن عمل بها) (3).
اللسان
اعلم أن اللسان أطيب شئ إذا طاب، وأخبث شئ إذا خبث، وهو أعظم الأعضاء وأشرفها قدرا بعد القلب، وهو أملك شئ للإنسان، كما ورد مأثورا عن خير البشر، وذلك لأن به تقع المحاورات، والمجادلات، والمواعظات، والتلاوات، والتسبيح، والتحميد، والإعظام بالذكر للملائكة والنبيئين، والأئمة والصالحين، والهداية والإرشاد.
وبه أيضا تقع المطربات، والملهيات، والمخذلات، والمغريات، والمغرمات، فهو يبعث الخير والشر، ويزرع النفع والضر، والتحرز عنه عسير، واللهج باستعماله كثير، والسلامة منه نعمة جليلة، وهي نزرة قليلة.
Bogga 38