المعرفة الثانية: أن أفعال العباد منهم لا من الله تعالى
وبيان ذلك: أنها تحصل منهم على حسب إرادتهم، وتنتفي بحسب كراهتهم، وتكثر بكثرة قدرهم، وتقل بقلتها، ويستحسن العقلاء أمرهم ببعضها، ونهيهم عن بعضها، ويفرق العاقل بين ما يحصل مرادا له من فعله، وبين ما يحصل مرادا له من فعل غيره، فلولا أنها أفعالهم لما صح ذلك فيها.
وعلى الجملة أنها لو كانت من فعل الله لبطل الأمر والنهي، والمدح والذم، والوعد والوعيد، والثواب والعقاب، والجنة والنار.
وعلى هذا قال الله تعالى: {وتخلقون إفكا}(1) وقال:{يفعلون} و{يعملون} وأخبر تعالى أنهم يمكرون، ويكسبون، ويكذبون، ويصنعون، ويكفرون، ويفسقون، كل ذلك في القرآن.
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (السعيد من سعد بعمله، والشقي من شقي بعمله).(2)
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم (ما هلكت أمة حتى يكون الجبر قولهم).(3)
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم (إذا كان يوم القيامة يجمع الله الخلائق في صعيد واحد، فينادى مناد من بطنان العرش: ألا كل من برأ الله من ذنبه، وألزمه نفسه فليدخل الجنة آمنا غير خائف).(4)
Bogga 223