161

Irshaad

الإرشاد إلى نجاة العباد للعنسي

Noocyada

Suufinimo

وفي مخالطة العلماء الأمراء

قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (العلماء أمناء الرسل على عباد الله ما لم يخالطوا السلطان، ويدخلوا في الدنيا، فإذا دخلوا في الدنيا، وخالطوا السلطان فقد خانوا الرسل، فاعتزلوهم واحذروهم)(1).

وعن فضيل قال (كنا نتعلم اجتناب باب السلطان كما نتعلم السورة من القرآن).

سعيد بن المسيب(2) (إذا رأيتم العالم يغشي الأمراء فهو لص).

ونظر أبو هاشم العابد(3) إلى شريك(4) يخرج من دار يحي بن خالد(5)، فقال وبكى: (نعوذ بالله من علم لا ينفع).

وعن بعضهم: مالنا لا ننتفع بالمواعظ! فقال: لعل القائل أو المستمع سقيم، وصارت الأطباء خونة، يعطون مكان الترياق سما.

وأقول: صدق، إن العلم إذا لم ينتفع به صاحبه فأجدر أن لا ينتفع به غيره ؛ لأن الإقتداء في الأعمال أكثر من إتباع الأقوال ؛ لأن القول إنما يراد للعمل، وما قست القلوب وتجاسرت الناس على كثرة الذنوب في زماننا إلا بسبب علماء السوء.

وعن بعضهم (إن لم تكن ملجأ يصلح فلا تكن ذبابا تفسد).

وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم (بئس القوم قوم يستحلون الشهوات بالشبهات)(6).

فهذا طرف في آداب العالم، ولو ذكرنا ما فيه لما اتسع له إلا مجلدات، فاعرفه وافهم واعمل.

Bogga 165