149

Irshaad

الإرشاد إلى نجاة العباد للعنسي

Noocyada

Suufinimo

وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم (المستشار مؤتمن(1)).

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم (المستشار بالخيار إن شاء أمسك، وإن شاء قال فلينصح)(2).

ولبعضهم:

إذا ناب أمر عليك التوى فشاور لبيبا ولا تعصه

فهذه حقوق الصحبة ورباطها، التي بها يستديم الإخاء، وتستوجب الولاء، وتقوي على الأعداء، وتكون من أهل النمط الأعلى، فأما في زماننا هذا فقد قل الوفاء، وكثر الجفاء، واستبيحت الأمانات، وظهرت الخيانات، وألسنة عذبة حلوة، وأفئدة من الغل مملؤة، ولا يتميز الحسود من المودود، ولا السليم من السقيم، ولا الولي من العدو، وإخوان العلانية أعداء السريرة، فالمؤاخي لهم على خطر عظيم، والمجانب أدهى وأمر، والمعادي أشر وأضر، والمنكر لهم أسلم وأظفر.

وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم (يكون في آخر الزمان أقوام، إخوان العلانية أعداء السريرة، قالوا: وكيف يكون ذلك ؟ قال: ذلك لرغبة بعضهم في بعض، ورهبة بعضهم لبعض(3)).

وصدق فإن الأخوة من الأكثر في هذا الزمان إنما هي باللسان، لا بالقلب والجنان، كل ذلك رهبة من ضره، ورغبة في دفع شره، فعلى العاقل أحد أمرين:

Bogga 153