وإنما تكره الهدية إذا كانت إلى الظلمة، لأنها تورث المحبة كما في الخبر، أو كانت لغير الله، أو لأجل الدين، وما أشبه ذلك كما روى (أن الوالي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره أنه أهدي له كذا، فقال: هلا قعد في حفش(1) أمه فتأتي إليه هديته(2)).

وأهدى زيد بن ثابت(3) إلى عمر طبق تمر، وكان له عليه دين[فرده] فأتاه زيد وقال: لم رددته ؟ قال: إنك أهديته لمكان الدين، فقال: أهديت لا لأجل دينك فقبله.

وسأل رجل مسروقا(4) حاجة فقضاها، فأهدى له هدية فردها، وحلف لا يقضي له حاجة، فقيل له: ما كنا نري بالهدية بأسا فقال مسروق: هذا السحت.

وفي المواساة

قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (الأعمال ثلاثة: مواساة الإخوان في المال، وإنصاف الناس من نفسك، وذكر الله على كل حال)(5).

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم (إن الله حرم من المؤمن دمه وعرضه ونفسه، وأن تظن به ظن السوء(6)).

Bogga 151