وفيما ذكره عظة بالغة لمن أغضب، لأن منزلته منزلة أصغر العبيد، والاستخفاف من العبد بالعبد لا يبلغ في العظم منزلة الاستخفاف من العبد الذليل بالرب الجليل، فمهما كان العفو من الأعظم في الجرم الأعظم يحسن، فمن الأصغر في الذنب الأصغر أولى بالحسن فافهم.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم (من اعتذر إليه أخوه المسلم فلم يقبل عذره جاء يوم القيامة وعليه مثل ما على صاحب المكس)(1).
وعن قتادة(2): (أفضل الناس أعظم الناس للناس عفوا، وأسلمهم لهم صدرا).
ادخل رجل على مصعب بن الزبير(3)، وقد كان أحدث حدثا، فدعا له بالسياط، فقال الرجل: أسألك بالذي أنت بين يديه يوم القيامة أذل مني بين يديك الساعة أن تعفو عني. فنزل مصعب عن السرير، وألصق خده بالأرض وقال: قد عفوت.
Bogga 115