105

Irshaad

الإرشاد إلى نجاة العباد للعنسي

Noocyada

Suufinimo

وهذا معنى كرم الله تعالى وعفوه ورحمته، ومن أكرم منه وأحلم ؟!وأعلى وأعظم !جل وتعالى عن شبيه ونظير، ومثل ونديد، فأما أن تجترم الجرائم، وترتكب العظائم، وتستخف بحق مولاك وتكفره فيما أولاك، وتقول بأنه لا يعذبك فتكذبه في وعيده، وتعد ذلك من جملة جوده فهذا غاية الحماقة والسخرية، والكذب على الله تعالى، وما ذاك من قائله إلا ميل إلى اللذات، وإخلاد إلى الشهوات، واعتذار للنفس بالترهات.

وفي حديث النبي أنه قال: (ليخلقن القرآن في قلوب أقوام، فيتهافت كما تتهافت ثيابهم، قالوا: يا رسول الله وما التهافت ؟ قال: التساقط لا يجدون له لذة ولا حلاوة إن قصروا عما أمروا به قالوا: إن الله غفور رحيم، وإن انتهكوا ما نهوا عنه قالوا: سيغفر لنا ما لم نشرك، أمرهم على الطمع، لا تخالطهم مخافة، يلبسون جلود الضان على قلوب الذئاب، خيرهم فيهم المداهن)(1).

وهذا الحديث قد شفي فيما ذكرناه وكفي.

فهذه جملة ما أوردناه من تهذيب النفس بترك المعاصي والمناهي على الجملة، فجدير بنا أن نبتدئ الآن في تهذيب النفس بطاعة الله تعالى في المعاشرة لخلقه.

Bogga 109