60

Dhaqaalaha ee Rumaynta

الاقتصاد في الاعتقاد

Baare

أحمد بن عطية بن علي الغامدي

Daabacaha

مكتبة العلوم والحكم،المدينة المنورة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٤هـ/١٩٩٣م

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

ولم يُفرّطوا تفريط المعتزلة الذي أداهم إلى ادعاء أن العبد يخلق فعله سالبين الله القدرة على ذلك، بل اثبتوا للعبد قدرة واختيارًا في حدود علم الله السابق ومشيئته النافذة ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلاّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ . وكذا الحال في الإيمان، كانوا وسطًا بين من يقول بأنه كل لا يتجزأ، فكَفّروا من أخل بشيئ منه كما يقول الخوارج، وبين من يقول بأنه مجرد المعرفة، وأنه لذلك لا تضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة. لأن الإيمان عندهم لا يزيد ولا ينقص ولا يتفاضل أهله فيه، كما يقوله المرجئة الخالصة. أما السلف فكان قولهم وسطًا بين الفريقين حين قالوا: إنه يزيد وينقص ويتفاضل أهله فيه والعاصي مؤمن فاسق، واقع تحت مشيئة الله تعالى مستحق لعقابه. وهكذا الشأن في مسائل العقيدة كلها، كانوا فيها وسطًا بين جميع الطوائف، لأن منبع رأيهم الإتباع لا الابتداع، وذلك بالسير على هدي خير العباد صلوات الله وسلامه عليه.

أما مخالفوهم من الفرق الكلامية التي زاغت عن المنهج الحق،

1 / 64