اقتضاء الصراط المستقيم
اقتضاء الصراط المستقيم
Baare
ناصر عبد الكريم العقل
Daabacaha
دار عالم الكتب
Lambarka Daabacaadda
السابعة
Sanadka Daabacaadda
1419 AH
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
Caqiidada iyo Mad-habada
وهذا الانحراف أمر تتقاضاه الطباع ويزينه الشيطان، فلذلك أمر العبد بدوام دعاء الله سبحانه بالهداية إلى الاستقامة التي لا يهودية فيها ولا نصرانية أصلا.
[بعض أمور أهل الكتاب والأعاجم التي ابتلي بها بعض المسلمين]
وأنا أشير (١) إلى بعض أمور أهل الكتاب والأعاجم، التي ابتليت بها هذه الأمة، ليجتنب المسلم الحنيف الانحراف عن الصراط المستقيم، إلى صراط المغضوب عليهم، أو (٢) الضالين. قال الله سبحانه: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا (٣) مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ﴾ [البقرة: ١٠٩] (٤) .
فذم اليهود على ما حسدوا المؤمنين على الهدى والعلم.
وقد يبتلى بعض المنتسبين إلى (٥) العلم وغيرهم بنوع من الحسد لمن هداه الله بعلم (٦) نافع أو عمل صالح، وهو خلق مذموم مطلقا، وهو في هذا الموضع من أخلاق المغضوب عليهم. وقال الله سبحانه: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا - الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النساء: ٣٦ - ٣٧] (٧) . فوصفهم بالبخل الذي هو البخل بالعلم والبخل بالمال، وإن كان
(١) في (ج د): وإنا نشير.
(٢) في (ط): ولا.
(٣) في (ج د): بعد قوله: "حسدا" قال: الآية.
(٤) سورة البقرة: من الآية ١٠٩.
(٥) في (ج د): للعلم.
(٦) في المطبوعة: لعلم.
(٧) سورة النساء: من الآيتين ٣٦، ٣٧. وقد وقع اختلاف وخلط في سياق الآيتين بين النسخ: ففي (أط): قال: إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ، الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ في حين أن صحة الآية: إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا فتكون هي آية النساء ٣٦. أو هي: وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ فتكون هي آية الحديد ٢٣، ويكون آخر السياق: وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ في آية النساء ٣٧.
وفي (ب) والمطبوعة ذكر صدر النص وهو قوله: وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ من سورة الحديد ٢٣، ٢٤، وعجزها وهو قوله: وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ من سورة النساء الآية ٣٧، لكنه لم يفصل بينهما. وما أثبته من (ج د) .
1 / 83