28

اقتضاء الصراط المستقيم

اقتضاء الصراط المستقيم

Baare

ناصر عبد الكريم العقل

Daabacaha

دار عالم الكتب

Lambarka Daabacaadda

السابعة

Sanadka Daabacaadda

1419 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

ثم يوازن بين هذين الأصلين بعد أن أورد الأحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في اتباع المسلمين سنن من كان قبلهم، فيقول:
"فأخبر أنه سيكون في أمته مضاهاة لليهود والنصارى وهم أهل الكتاب، ومضاهاة لفارس والروم، وهم الأعاجم".
وقد كان صلى الله عليه وعلى آله وسلم ينهى عن التشبه بهؤلاء وهؤلاء، وليس هذا إخبارًا عن جميع الأمة، بل قد تواتر عنه أنه: «لا تزال طائفة من أمته ظاهرة على الحق حتى تقوم الساعة» (١) وأخبر صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أن الله لا يجمع هذه الأمة على ضلالة (٢) وأن الله لا يزال يغرس في هذا الدين غرسًا يستعملهم فيه بطاعته» (٣) .
فعُلم بخبره الصدق: "أنه في أمته قوم مستمسكون بهديه الذي هو دين الإسلام محضًا، وقوم منحرفون إلى شُعبة من شُعب اليهود، أو إلى شُعبة من شُعب النصارى، وإن كان الرجل لا يكفر بكل انحراف، بل وقد لا يفسق أيضًا، بل قد يكون الانحراف كفرًا، وقد يكون فسقًا، وقد يكون معصية، وقد يكون خطيئة" (٤) .
وعليه: فإنه بالرغم من أن ما وقعت فيه الأمة، وما ستقع فيه، من التشبه بالأمم الأخرى، إنما هو قدر من أقدار الله وقضائه الذي لا يرد، فإن هذا لا يعني أن المسلم سيستسلم لهذا القدر، بل إنه مطالب بفعل الأسباب الواقية، فإن الله تعالى حذَّرنا سبيل الكافرين، وأمرنا بالاستمساك بالعروة الوثقى، وبالإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما أن وقوع فئة من

(١) انظر: تخريج الحديث (١ / ٨١) من أصل الكتاب.
(٢) انظر: تخريج الحديث (١ / ٨١) من أصل الكتاب.
(٣) انظر: تخريج الحديث (١ / ٨٢) من أصل الكتاب.
(٤) (١ / ٨٢) من أصل الكتاب.

1 / 38