اقتضاء الصراط المستقيم
اقتضاء الصراط المستقيم
Baare
ناصر عبد الكريم العقل
Daabacaha
دار عالم الكتب
Lambarka Daabacaadda
السابعة
Sanadka Daabacaadda
1419 AH
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
Caqiidada iyo Mad-habada
فقوله سبحانه: ﴿فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ﴾ [التوبة: ٦٩] إشارة إلى اتباع الشهوات، وهو داء العصاة، وقوله: ﴿وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا﴾ [التوبة: ٦٩] إشارة إلى اتباع الشبهات، وهو داء المبتدعة وأهل الأهواء والخصومات، وكثيرا ما يجتمعان، فقلّ من تجد (١) في اعتقاده فسادا إلا وهو يظهر (٢) في عمله.
وقد دلت الآية على أن الذين كانوا من (٣) قبل استمتعوا وخاضوا، وهؤلاء فعلوا مثل أولئك.
ثم قوله: ﴿فَاسْتَمْتَعْتُمْ﴾ [التوبة: ٦٩] و﴿وَخُضْتُمْ﴾ [التوبة: ٦٩] خبر عن وقوع ذلك في الماضي وهو ذم لمن يفعله، إلى يوم القيامة، كسائر ما أخبر الله به عن الكفار (٤) والمنافقين، عند مبعث (٥) محمد ﷺ، فإنه ذم لمن (٦) حاله كحالهم إلى يوم القيامة، وقد يكون خبرا عن أمر دائم (٧) مستمر؛ لأنه - وإن كان بضمير الخطاب - فهو كالضمائر (٨) في نحو قوله: (اعْبُدُوا) (٩) و(اغْسِلُوا) (١٠)
و
(١) في (ب): يجد.
(٢) في المطبوعة: ظاهر.
(٣) في المطبوعة: الذين كانوا من قبل، وهو زيادة عما في النسخ الأخرى.
(٤) في المطبوعة: عن أعمال وصفات الكفار، وهو زيادة عما في النسخ الأخرى.
(٥) في المطبوعة: عند مبعث عبده ورسوله محمد. . إلخ، وهو زيادة عما في النسخ الأخرى.
(٦) في المطبوعة: لمن يكون حاله، وهو زيادة عما في النسخ الأخرى.
وفي (ج أد ط): لمن حالهم، بدون الكاف.
(٧) في (ج د): وإثم مستمر.
(٨) في المطبوعة: و(أ): كالضمير.
(٩) وردت في القرآن الكريم إحدى وعشرين مرة، أولها قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ سورة البقرة: الآية ٢١، وآخرها قوله تعالى حكاية نوح ﵇: (أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ) سورة نوح: الآية ٣.
(١٠) نص الآية: (فَاغْسِلُوا) بالفاء، وهو قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ) سورة المائدة: الآية ٦.
1 / 121