Iqaz Uli Himam
إيقاظ أولي الهمم العالية إلى اغتنام الأيام الخالية
Noocyada
فانظر يا أخي، كيف ينجي الله الصادقين، قال الله جل وعلا: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}.
تنبيه: اعلم أن الصدق إنما يحسن إذا تعلق به نفع ولا يلحق ضرره بأحد، ومن المعلوم قبح الغيبة والنميمة والسعاية وإن كانتا صدقا.
ولذلك قيل: كفى بالسعاية والغيبة والنميمة ذما أن الصدق يقبح فيها.
رحل الإمام أحمد رحمه الله إلى ما وراء النهر ليروي أحاديث ثلاثية، قيل له: إن هناك من يرويها ويحفظها فوجد شيخا يطعم كلبا، فسلم على الشيخ فرد عليه السلام، ثم اشتغل الشيخ بإطعام الكلب فوجد الإمام أحمد في نفسه حيث أقبل الشيخ على الكلب ولم يقبل عليه، فلما فرغ الشيخ من إطعام الكلب التفت إلى الإمام أحمد، وقال له: كأنك وجدت في نفسك حيث أقبلت على الكلب ولم أقبل عليك، قال: نعم ، قال: حدثني أبو الزناد عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قطع رجاء من ارتجاه قطع الله رجاءه منه يوم القيامة فلم يلج الجنة» وأرضنا هذه ليست بأرض كلاب، وقد قصدني هذا الكلب، فخفت أن أقطع رجاءه، فقال الإمام أحمد: هذا الحديث يكفيني ثم رجع.
مر عبدالله بن جعفر على عبد في بستان معه ثلاثة أقراص شعير، فأتاه كلب فرمى إليه بأول قرص، ثم رمى بالثاني، ثم بالثالث، فسأله جعفر: ما هو قوت يومك؟ فقال: هو ما رأيت، قال: ما حملك على هذا؟ قال: آثرت الكلب على نفسي؛ لأنه أتى من بعيد جائعا.
قال: وما تفعل في يومك؟ قال: أطويه بلا طعام، فاشترى البستان واشترى العبد من سيده وأعتقه ووهبه البستان.
Bogga 157