163

Introduction to the Study of Islamic Creed

مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية

Daabacaha

مكتبة السوادي للتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الثانية ١٤١٧هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٩٦م

Noocyada

قرار؛ لأنها لا تستقر على منهج واحد. وعندئذ تكون هذه الأمة -حقا- أمة واحدة كما أراد الله تعالى لها: ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾ [المؤمنون: ٥٢] . ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: ٩٢] . فهي الأمة الواحدة: عقيدة وفكرا ومنهجا وسلوكا١. وعندئذ تتحقق لها الريادة والشهادة على الأمم الأخرى، بما تملك من الحق والهدى الذي تتلقاه من الوحي الذي أنزله الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم٢.

١ قال الإمام البغوي: "قوله ﷿: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ﴾ أي: ملتكم ودينكم وشريعتكم التي أنتم عليها ﴿أُمَّةً وَاحِدَة﴾ أي: دينا وحدا وهو الإسلام، فأبطل ما سوى الإسلام من الأديان. وأصل "الأمة" الجماعة التي هي على مقصد واحد، فجعلت الشريعة أمة واحدة؛ لاجتماع أهلها على مقصد واحد". انظر "معالم التنزيل" للبغوي: ٥/ ٣٥٣، ٤٢٠. فيصح أن يكون المقصود بالأمة أمة محمد ﷺ كما يصح أن يقصد بها أمة جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. ٢ انظر ما قاله الإمام أبو المظفر السمعاني في هذا المعنى، ونقله الأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة": ٢/ ٢٢٢، ٣٨٥، والموصلي في "مختصر الصواعق المرسلة": ٢/ ٤٦ وما بعدها.

1 / 182