به «أبرهه» أمير اليمن في ظل حكم الدولة البيزنطية بقوة من جيشه اشترك فيه أكبر أفيال مملكة الحبشة. ويذكر أوثق العلماء أن هذا التاريخ يوافق العام الثالث والخمسين قبل الهجرة أي ٥٧١ ميلادية.
طفولته وشبابه:
لقد ولد محمد ﷺ يتيما (^١) فقد مات أبوه عبد الله قبل مولده بسبعة شهور.
وعهد به إلى مرضعة بدوية هي حليمة من قبيلة بني سعد حتى بلغ الرابعة، كما كان يقضي العرف عند أشراف مكة بإرسال أولادهم لينشأوا في جو الصحراء النقي. ثم تولت أمه تربيته بمعاونة مربية هى أم أيمن لكنه لم يستمتع بحنان الأمومة طويلا إذ ماتت أمه ﷺ وهو فى السادسة من عمره واستقبله جده عبد المطلب وآثره بحنانه وعطفه وتنبأ له بمستقبل عظيم. ولم يكد محمد ﷺ يبلغ الثامنة حتى فقد جده، فتولى رعايته عمه عبد مناف الملقب بأبى طالب الذي أولاه حبا أبويا خالصا رغم أنه لم يكن ميسور الحال لكثرة عياله وقد لاحظ رخاءا نسبيا فى داره من يوم أن دخلها هذا الصبي فكان يحرص على أن يكون محمد ﷺ بجواره دائما وبشعور متبادل كان الصبي لا يصبر على البعد عن عمه. ولهذا نرى محمدا ﷺ (وهو في الثانية عشر من عمره) يصحب عمه في رحلته إلى سوريا عام ٥٨٢ طلبا للتجارة.