النهاية «مهما كان إغراء الفكرة التي تقول بأن تفكير المصلح الشاب (محمد) ﷺ قد تأثر بقوة عندما شاهد تطبيق الديانة المسيحية بسوريا، فإنه يتحتم استبعادها. نظرا لضعف الوثائق والأسس التاريخية الصحيحة» (^١).
هذا إذن هو المشهد الحي الذي يمتد أمام نظر المشاهد. فحيثما اتجه وجد ضلالا يحتاج إلى الهداية. وانحرافا يتطلب التقويم. ولن يجد أبدا نموذجا أخلاقيا ودينيا يصلح لأن ينقله محمد ﷺ أو يبني عليه نظامه الإصلاحي. فلا شك أن المواد التي صادفها حتى الآن قد تجمعت في بناء يصلح للهدم، ولم يكن فيها ما يصلح ليقيم عليه بناءه الجديد.
الاتصال بالكتب المقدسة:
فلنوسع حقل البحث قليلا. إذ خارج العالم الملموس والمنظور، يوجد العالم المسموع، وبيئة الكتب والإطلاع. وإذا لم يصلح المثل والواقع، فقد يصلح الدرس.
ولكن من أين يأتي الدرس؟ ومن هو حامله؟.
إن أول إجابة تتبادر إلى الذهن في هذا المجال، هو أن محمدا ﷺ قد استخلص دروسه من مطالعاته المباشرة للكتب المقدسة القديمة سواء كانت مسيحية أو يهودية أو غيرها (^٢). ولكن هل كان محمد ﷺ يعرف القراءة والكتابة؟
هل كان محمد ﷺ يقرأ؟:
يجيب القرآن بالنفي؛ ويبرهن بأمية الرسول الكريم ﷺ على ربانية تعليمه. إنه لا يقرر فحسب أنه أمّي من شعب أمّي (^٣)، أي غير متعلم، وليس فقط كما يريد