والرد على النصارى وغيرهم ممن يريد النيل من دين الإسلام فحظي عصر الطوفي بنخبة من العلماء الأفذاذ في بغداد ودمشق ومصر والأندلس ألفوا عددا من المؤلفات في جميع فروع العلوم والفنون.
ومن دور العلم التي اشتهرت في ذلك العصر، وأسهمت في إبراز النهضة العلمية في بغداد:
١ - المدرسة المستنصرية ببغداد: التي بناها الخليفة المستنصر بالله العباسي، وكمل بناؤها سنة ٦٣١ هـ وافتتحت في تلك السنة، ولم يبن مدرسة قبلها مثلها، ووقفت على المذاهب الأربعة: من كل طائفة اثنان وستون فقيها، وأربعة معيدين، ومدرس لكل مذهب فقهي، وشيخ للحديث، وقارئان وعشرة مستمعين، وشيخ طب، وعشرة من المسلمين يشتغلون بعلم الطب، ومكتب للأيتام، وقدر للجميع من الخبز واللحم والحلوى، والنفقة بما فيه كفاية وافرة لكل أحد، ووقفت كثير من الكتب عليها «١».
٢ - المدرسة النظامية: أنشأها نظام الملك «٢»، ابتدئ بعمارتها في ذي الحجة سنة ٤٥٧ هـ وفتحت يوم السبت العاشر من ذي القعدة سنة ٤٥٩ هـ «٣»، ثم توقفت عن العمل كغيرها عند ما أغارت التتار على بغداد ثم لما دبت الحياة مرة أخرى في بغداد عادت للتدريس.
_________
(١) انظر البداية والنهاية ١٣/ ١٣٩.
(٢) هو الوزير الحسن بن علي بن اسحاق الطوسي قوام الدين، كان من جلة الوزراء وكعبة المجد «كما يقال» ومنبع الجود، وكان مجلسه عامرا بالقراء والفقهاء أنشأ المدارس بالأمصار ورغب في العلم وحدث، قتله أحد الباطنية سنة ٤٨٥ هـ. (انظر شذرات الذهب ٣/ ٣٧٣، والأعلام ٢/ ٢٠٢).
(٣) انظر وفيات الأعيان ٣/ ٢١٨.
1 / 32