392

Intisar

الأنتصار على علماء الأمصار - المجلد الأول حتى 197

Noocyada

Fiqiga

والمختار: ما عول عليه علماء العترة ومن وافقهم.

والحجة على ذلك: هو أنه قيء خارج من المعدة فأشبه القلس، ولأنه طعام استحال في المعدة فكان نجسا كالعذرة.

الانتصار: قالوا: جنس من البلغم فأشبه ما ينحدر من الرأس.

قلنا: المعنى في الأصل أنه لم يتصل بالمعدة فلهذا كان طاهرا، بخلاف البلغم فإنه متصل بالمعدة وهي محل للنجاسة فلهذا كان نجسا.

قال السيد المؤيد بالله: البلغم يكون طاهرا في نفسه، خلا أنه لما كان خارجا من المعدة فإنه لا ينفك عن اتصاله بالنجاسة فلهذا وجب الحكم بتنجيسه؛ لأجل الاتصال بالنجس كما لو خرج من الدبر، وكما لو شرب ماء ثم قاءه فإنه ينجس لما ذكرناه من الاتصال، وهكذا حال الطعام إذا خرج بعينه فإنه يصير نجسا للمجاورة للنجاسة.

قالوا: البلغم فيه صقالة ولزوجة فلا يقبل النجاسة، فلهذا كان طاهرا.

قلنا: إن صقالته ولزوجته لا تمنع من أن يكون متصلا بالنجاسة التي هي السبب في نجاسته فإذا اتصل بها كان نجسا.

الفرع الخامس: البلغم المتصعد من أقصى الحلق، طاهر عند أئمة العترة وهو رأي الفقهاء: أبي حنيفة وأصحابه، والشافعي وأصحابه، ولا يحكى الخلاف فيه إلا عن أبي يوسف.

والحجة على ذلك: هو أنه مائع غير متصل بالمعدة فوجب القضاء بطهارته كالدمع والبصاق، ولأن العلة في نجاسة البلغم ليس إلا اتصاله بالمعدة التي هي محل النجاسة، وما هذا حاله غير متصل بها، فلهذا لم يكن نجسا، ويؤيد ما ذكرناه هو أن ما يقع في المعدة من الطعام فإنه يتغير على القرب لأجل الحرارة التي فيها فتطبخه فيتغير في لونه إلى الحمرة كحب الرمان وإلى الصفرة وفي طعمه إلى الحموضة، بخلاف ما لا يكون متصلا بها فإنه لا يكون متغيرا.

Bogga 399