وفيه أيضًا (١):
جَازَى الإِلَه العِيَاضِيَّ الإِمَامَ بِمَا ... يُجْزَى بِهِ كُلُّ مَنْ يُحْيَى بِهِ الأَثَرُ
أَنْوَارُ ذِكْرِ الرَّسُولِ المُصْطَفَى ائْتَلَقَتْ ... تَجْلُو الدَّيَاجِي مِنْهَا الأَنْجُمُ الزُّهُرُ
شَمْسُ الضُّحَى أَشْرَقَتْ مِن نُورِهِ وَذَكَا ... مِنْ عَرْفِ رَوْضِ الرُّبَى لِلنَّاشِقِ الزَّهَرُ
سِلْكٌ بِهِ ازْدَانَ جِيدُ العِلْمِ وَانْتَظمَتْ ... فِيهِ لِجَامِعِهِ اليَاقُوتُ وَالدُّرَرُ
أَرْوَتْ ظَمَأَ الْوَرَى غُرُّ الغَمَامِ بِهِ ... بِوَاكِفٍ لِلْحَيَا سَحَّتْ بهِ الدِّرَرُ
جَدِيدُهُ لَيْسَ يَبْلَى الذِّكْرُ مِنْهُ عَلَى ... مَرِّ الجَدِيدَيْنِ يُسْتَجْلَى لَهُ (٢) صُوَرُ
غَضٌّ يَلَذُّ عَلَى الأَسْمَاعِ يَمْلَؤُها ... مِنَ السُّرُورِ إِذَا تُتْلَى لَهُ سُوَرُ
لِلَّهِ دَرُّ ذَوِي الأَلْبَابِ قَدْ عَمَرُوا ... الأَعْمَارَ مِنْهُ بِمَا قَدْ بُورِكَ العُمُرُ
_________
(١) الأبيات لأبي محمَّد عبد الله بن محمَّد بن هارون الطائي القرطبي (ت ٧٠٢ هـ)، وكان قد أنشدها عند انقضاء مجلس من مجالسه في إقراء الشفا: ذكر ذلك تلميذه ابن جابر الوادي آشي، وقال: "فلما فرغ من قراءتها شكره الحاضرون ودَعَوْا له بالثبات؛ لأنه كان عمره وقت نظمها سبعة وثمانين عاماَ على ما ذكر من مولده، وقد كنت أنا سمعت على الشيخ أبي محمَّد هذا من كتاب الشفا دولًا لم أضبطها وأجازنيه ... وقد حملتني هذه القصيدة على أن جمعت قطعة جيدة تضمنت التعريف بالقاضي عياض وتواليفه، وما قيل فيها وها وقع لدي مما خاطب به الحافظ السِّلَفي وغيره، وما وجدت له من نظم أو قيل فيه، وأثبتها في آخر الشفا الذي كنت نسخته ابتغاء ثواب العلم الجسيم". برنامج الوادي آشي ص ٢١٢ - ٣١٥.
(٢) كذا في الأصل، وفي البرنامج: به.
1 / 42