مَعَارِفِهِ تَنَفَّسَتْ لَهُ نَفَحَاتُ نَسِيمِهِ الأَرِيجِ،، وَتَبَسَّمَتْ لَهُ مَبَاسِمُ أَزْهَارِهِ.
فَهُوَ كَمَا قَالَ القَائِلُ (١) تعظيمًا لِمَحَلِّه الكَرِيمِ، وَتَشْرِيفًا لَحمِيدِ آثَارِهِ" (٢):
كِتَابُ الشِّفَا شِفَاءُ القُلُوبِ ... قَد ائتَلَقَتْ شَمْسُ بُرْهَانِهِ
فَأَكْرِمْ بِهِ ثُمّ أَكْرِمْ بِهِ ... وَأَعْظِمْ (٣) مَدَى الدَّهْرِ مِنْ شَأْنِهِ
إِذَا طَالَعَ المَرْءَ مَضْمُونَهُ ... رَسَى في الهدَى أَصْلُ إِيمَانِهِ
وَجَالَ بِرَوْضِ التُّقَى نَاشِقًا ... أَرَايِجَ أَزْهَارِ أَفْنَانِه
وَنَالَ عُلُومًا تُرَقِّيهِ في ... ثُرَيَّا السَّنَاءِ (٤) وَكِيوَانِه
فِلِلَّهِ دَرُّ أَبِي الفَضْلِ إِذْ ... سَرَى في الوَرَى نَيْلُ إِحْسَانِهِ
فَعَزِّزْ قَدْرَ نَبِيِّ الَهُدَى ... وَخَيْرِ الأَنَامِ بِتِبْيَانِه
وَجَازَاهُ رَبِّي خَيْرَ (٥) الجزَاءِ ... وَجَادَ عَلَيْهِ بِغُفْرَانِه
وَمِنَا الصَّلاَةُ عَلَى المُجتَبى ... وَأَصْحَابِهِ ثُمَّ أَعْوَانِهِ
_________
(١) هكذا أبهم الفقيه أبو الحسين عبيد الله بن أحمد بن عبد المجيد الأزدي الرندي (ت ٦٩٠ هـ) الآتي ذكره - قائل هذه الأبيات، ولم أتمكن من تبينه.
(٢) ما بين حاصرتين كله منقول عن ابن جابر الوادي آشي فيما نقله هو أيضًا من خط الصالح الزاهد أبي الحسين عبيد الله بن أحمد الأزدي الرندي (ت ٦٩٠ هـ) على كتاب الشفا، وكان نسخه بيده وسط شعبان عام ثمانية وخمسين وستمائة. انظر: الرياض للمصنف ل ٦/ ب (مخطوط بخزانة الشيخ عارف حكمت)، أزهار الرياض للمقري ٤/ ٢٧٥.
(٣) كذا في الأصل: وفي الرياض للمصنف ل ٧/ أ: وعظم.
(٤) كذا في الأصل، وأزهار الرياض، وفي الرياض للمصنف: السماء.
(٥) كذا في الأصل، وأزهار الرياض، وفي الرياض للمصنف: بخير.
1 / 38