أحسن تقرير، ويبين مقاصده، ويطالع عليه شرح شيخنا شهاب الدين الخفاجي، وكنت أمسكه عليه في حال التقرير وأسرد له المحتاج منه، ويحضر مجلسه فيه غالب النجباء من متفقهي أهل مكة، وكان يوم ختمه يومًا مشهودًا حضره أكابر الفقهاء وأديرت فيه كؤوس الأشربة الحلوة، وأطلقت فيه أنواع البخور والروائح الطيبة، وهذه أنهى تكرمة عند أهل ذلك القطر" (١).
ومما ينبغي التنبيه عليه بخصوص المؤلفات في الختم أن السخاوي قد شَهَر هذا اللون من التصنيف، فَسَارَ على منواله في ذلك الجم الغفير من أهل العلم، وممن ألّف في ذلك من أهل عصره العلاَّمة القسطلاني (ت ٩٢٦ هـ فله كتاب: "تحفة السّامع والقاري بختم صحيح البخاري" (٢)، وبعده ألّف العلاَّمة المحدث محمَّد علي بن علاّن الصديقي المكي (ت ١٠٥٧ هـ) كتاب: "الوجه الصّبيح في ختم الصحيح" (٣)، وكتاب: "الابتهاج في ختم المنهاج" (٤)؛ أي المنهاج بشرح صحيح مسلم للنووي، وهو من المختصرات المعتمدة في فقه الشافعية.
_________
(١) ماء الموائد أو الرحلة العياشية ٢/ ١٧٦.
(٢) ذكره له السخاوي في الضوء اللامع ٢/ ١٠٤، وانظر نسخه الخطية في الفهرس الشامل للتراث العربي الِإسلامي المخطوط (الحديث النبوي الشريف وعلومه ورجاله) ١/ ٣٤١.
(٣) انظر: هدية العارفين لِإسماعيل باشا ٢/ ٥٢٥.
(٤) انظر المصدر السابق.
1 / 16