الحمد لله الذي أنبتنا من الأرض إنباتا، ووهبنا في اتباع السنة رسوخا وثباتا، وتصرف فينا رفعا ووضعا وفخرا وإثباتا، وأنزل من الناشرات من المعصرات عذبا فراتا، فأخرج به حبا ونباتا، وميزه مراعي وأقواتا، ليدل على إحياء الموتى للعرض بما أحيا من الأرض مواتا، كريم لا يبخل، عظيم لا يسأل عما يفعل، حليم لا يعجل، ولا يخشى فواتا، جعل البرية لمدرسة البرية كفاتا، يعيش الأحياء عليها، ثم يسعون إليها أمواتا، ثم يهدون إليهم صلاة وصلاتا، وإن كانوا رفاتا، فيسمعون منهم سلاما، ويعون منهم كلاما، و[لا] يعجز عن إسماعهم بعد انحلال أسماعهم من يقدر على اختراعهم بعد أن أفنوا فتاتا، حين تشقق الأرماس، ويتحقق الغنى والإفلاس، فينطرق الرجاء والياس، وينعرف الإيحاش والإيناسن، {يومئذ يصدر الناس أشتاتا}.
أحمده إذ قدر أقواتا ودبر أوقاتا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خالق الفرع والأصل، وجاعل يوم الفصل ميقاتا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خطيب العرض والشفيع وقد أصبح الجمع إنصاتا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم صلاة تتصل وتبقى ولا تلقى انبتاتا، خصوصا على صديقه الذي جمع شمل الإسلام وقد كان بالردة شتاتا، وعلى فاروقه الذي شن في الشرك الغارات نهارا وبياتا، وعلى ذي النورين المقتول يوم الدار ظلما وافتئاتا، وعلى أبي السبطين الذي قطع طمع الدنيا ثلاثا بتاتا، وعلى أزواج النبي الطاهرات المتبوئات من العفاف والتقى أبياتا، وعلى التابعين لهم بإحسان صلاة تكون كفاء لما أنعم به وآتى، وسلم وشرف وكرم.
أما بعد:
Bogga 48