69

Intercession in the Prophetic Traditions

الشفاعة في الحديث النبوي

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

Noocyada

ويشهد له حديث انس بن مالك ﵁ عن النبي ﷺ: «اني لقائم انتظر امتي تعبر على الصراط اذ جاءني عيسى ﵇ فقال: هذه الانبياء قد جاءتك يا محمد يسألون ويدعون الله أن يفرق جميع الامم إلى حيث يشاء الله ...» (١).
يقول الشيخ حوى: «ويفزع أهل الايمان إلى الانبياء ليؤذن للناس بالمرور على الصراط فيعتذرون إلا محمدًا ﷺ فيشفع ويُشفّع» (٢).
واستدل على الشفاعة الثالثة للمقام بحديث إبن عمر ﵁ الذي اخرجه البخاري بسنده عنه مرفوعًا: «إن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الاذن فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد فيشفع ليقضي بين الخلق فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب فيومئذ يبعثه الله مقامًا محمودًا يحمده أهل الجمع كلهم» (٣).
ويشهد له حديث أبي سعيد الخدري ﵁ مرفوعا «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، بيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذٍ آدم فمن سواه الا تحت لوائي وانا اول من تنشق عنه الارض ولا فخر"، قال: فيفزع الناس ثلاث فزعات فيأتون آدم فيقولون انت أبونا آدم فأشفع لنا إلى ربك فيقول اني اذنبت ذنبًا ... ولكن إئتو محمدًا ﷺ فيأتوني فانطلق معهم" قال إبن جدعان قال انس: فكأني انظر إلى رسول الله ﷺ قال: «فآخذ بحلق باب الجنة فاقعقعها فيقال: من هذا؟ فيقال: محمد فيفتحون لي، ويرحبون، فيقولون: مرحبًا، فأخر ساجدًا، فيعلمني الله من الثناء والحمد فيقال لي: ارفع رأسك سل تعط، واشفع تشفع، وقل يسمع قولك، وهو المقام المحمود الذي قال الله تعالى "عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا» (٤).
وهكذا فلا يخفى أن جمهور اهل العلم متنفعون على أن شفاعة الموقف هي من شفاعات المقام المحمود ثابت للرسول ﷺ يوم القيامة ولا يسع -مسلمًا- انكاره أو تأويله، وهذا هو الاصل.

(١) انظر تخريجه رقم (٢٠).
(٢) الاساس في السنة، قسم العقائد ٣/ ١٣٣١.
(٣) انظر تخريجه برقم (٢١).
(٤) انظر تخريجه برقم (٣٢). واللفظ هنا لأحمد.

1 / 74