Intercession in the Prophetic Traditions
الشفاعة في الحديث النبوي
Daabacaha
دار الكتب العلمية
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Goobta Daabacaadda
بيروت - لبنان
Noocyada
لم يحمل البطاقة فليس له أن يدخل الجنة البتة ولابد من الإقرار أن محمدًا رسول الله، يقول الحافظ أبن حجر: «والمراد بقوله لا اله إلا الله في هذا الحديث وغيره كلمتا الشهادة فلا يرد أشكال ترك ذكر الرسالة» (١)، ولا يعرف معنى لا اله إلا الله ومستلزماتها إلا بالإقرار أن محمدًا رسول الله ﷺ (٢) ولهذا كان الصحيح: «أن أول واجب يجب على المكلف شهادة أن لا اله إلا الله لا النظر ولا يقصد إلى النظر ولا يشك كما هي أقوال لأرباب الكلام المذموم، بل أئمة السلف كلهم متفقون على أن أول ما يؤمر به العبد ... الشهادتان ... .» (٣).
إذن فالإقرار بالتوحيد عمل بل من أسمى الأعمال وأفضلها.
النصوص ومناقشتها:-
جاءت الأحاديث الصحيحة التي تصرح أن من شهد بالتوحيد ومات على ذلك فقد حرم على النار فقد أخرج الشيخان وغيرهما من حديث أبي ذر ﵁ يقول ﵁:- «أتاني جبريل فبشرني أنه من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة فقلت وأن زنى وان سرق؟ فقال وأن زنى وأن سرق» (٤).
وأخرج الإمام مسلم بسنده من حديث عبادة بن الصامت ﵁ عن النبي ﷺ أنه قال: «من شهد أن لا اله إلا الله وأن محمدًا رسول الله حرم الله عليه النار» (٥).
وأخرج الشيخان وغيرهما من حديث عتبان بن مالك ﵁ مرفوعًا: «لا يشهد أحد أن لا اله إلا الله وأني رسول الله فيدخل النار أو تطعمه» (٦).
وجاء من طريق معاذ بن جبل ﵁ بلفظ «من قال لا اله إلا الله مخلصًا من قلبه أو يقينًا من قلبه دخل الجنة ولم تمسه النار» (٧).
فهذه النصوص وغيرها فيها بيان أن كلمة التوحيد تشفع لصاحبها فهي قد تحجبه أصلًا فلا تمسه النار، إذا كان ممن أدى حقها ولم ينقضها. ولا اريد أن أذكر الأحاديث
(١) فتح الباري٣/ ١٤٢، وانظر عمدة القاري، العيني ٨/ ٢.
(٢) انظر الاساس في السنة، قسم العقائد، سعيد حوى ١/ ٢٢١.
(٣) شرح العقيدة الطحاوية، أبن أبي العز، تحقيق الأرنؤوط ١/ ٢٣.
(٤) انظر تخريجه برقم (١٠٦).
(٥) انظر تخريجه برقم (١٠٢).
(٦) انظر تخريجه برقم (٩٩).
(٧) انظر تخريجه برقم (١٠٣).
1 / 114