Aadanaha, Xayawaanka, iyo Mashiinka: Qeexitaan Cusub oo Joogto ah ee Dabeecadda Aadanaha
الإنسان والحيوان والآلة: إعادة تعريف مستمرة للطبيعة الإنسانية
Noocyada
حين يوجه السؤال لنا في الشارع إذا كنا نعرف كم الساعة، نجيب دائما بنعم، مع أننا لا نعرفه في اللحظة التي وجه فيها السؤال بالضبط، فنحن متأكدون فقط من إمكانية معرفته. إن هذا الوصول الدائم إلى مقياس ميكانيكي واضح لمرور الوقت قد قلب هيكل مجتمعنا رأسا على عقب؛ فقد أدى الترشيد الجماعي إلى إعادة التفكير في العمل وأوقات الفراغ والنقود. فيتعين أن نصل في موعدنا إلى العمل وإلى محطة الحافلات وإلى الطبيب وإلى الموعد الغرامي. ويعتبر عدم التكيف مع الوقت الذي توضحه الآلات بمنزلة العيش على هامش المجتمع.
تدور الأرض وتتعاقب الفصول وتلد النساء، وثمة فترات قصيرة (يوم) وفترات طويلة (عام). واضطر الإنسان على مدار فترات طويلة إلى الاكتفاء بمفهوم غير دقيق نسبيا عن هذه الأحداث الدورية ليعيش مع «إيقاع تعاقب الفصول». وقد سمح تفسير التقنية للوقت؛ أي قياسه، بتكوين حقيقة ثقافية مختلفة تماما. فإن الساعة الشمسية والرملية والمائية بالإضافة إلى الساعة الميكانيكية التي تعمل بالرقاص أو بالبندول أو بالنابض أو بالكوارتز أو الساعة الذرية، كل هذه الأنواع قد جعلتنا نفقد إلى حد ما الشعور البديهي بالوقت ولكنها منحتنا أداة لا مثيل لها للتنسيق بيننا. (2-2) تميل التقنية إلى التجرد من الوقت
يبدو أن الوقت، أو على الأقل قياسه، يعتمد على عملية تقنية، إلا أنه يريد دائما «الخروج» من التقنية لدرجة أنه يمكننا البرهنة على أن ما يميز الآلة هو ميلها للتجرد من مفهوم الزمن. وكلما زادت فنية أي عملية، كان تنفيذها مجردا من الزمن؛ فالرسم وهو فعل زمني أولي ينتزع من وقته بفضل تقنيات إعادة الإنتاج والحفر على الخشب في العصور الوسطى والطباعة الفنية والحجرية والتنميش.
1
وكان يمكن إدارة حركة أي آلة في القرن الثامن عشر بسرعة في ظل القيود التي تفرضها الفيزياء وترتيب العناصر المكونة لها. وكان يمكن أيضا حل لوغاريتم حاسوبي في القرن العشرين بسرعة عشوائية. وكان يمكن الإسراع أو الإبطاء إلى حد ما من فيلم على بكرة في حين أن الفيلم الرقمي يمكن تعديله زمنيا بمرونة أكبر.
ومن أجل قياس الوقت بطريقة موضوعية، يجب على التقنية أن تلجأ إلى ظواهر طبيعية تكتفي بتوجيهها وتنسيقها: رمال أو مياه تجري أو اهتزازات ... إلخ. فيتعلق الأمر دائما بنقل حركة طبيعية بشكل آخر، بعيدا عن الوقت المختفي في خصائص المادة وتكتفي التقنية بإخراجه من مخبئه. (2-3) البيئة التقنية الشاملة تؤدي إلى تنسيقات جديدة
ولدت التقنية قياس الوقت لدى الإنسان ولكن التقنية نفسها تميل إلى الفورية، فإن إيقاع أسواق البورصة أو حركة التبادلات ونشر الملفات على شبكة الإنترنت هي كلها ظواهر مهجنة تزيد من القيود التي تفرضها الساعات الداخلية للإنسان (ينبغي النوم وتناول الطعام في ساعات محددة من اليوم) مع انتشار المعلومات بصورة شبه فورية. وتنبع صور جديدة للتنسيق من تزامن الأنشطة الإنسانية على كوكب الأرض. وقد يتبنى بعض الصحفيين أو التجار أو لاعبي ألعاب الفيديو إيقاع حياة لا يتناسب مع طلوع الشمس في بلادهم بل يتلاءم مع أنشطة من يتبادلون الحديث معهم. فلم يعد الوقت حكرا على الساعة ولكن فرضت الأنشطة الإنسانية سيطرتها. (2-4) كيف يمكن للآلات الحديثة أن توفر لنا استعارات جديدة لفهم الوقت؟
لكي يفهم الإنسان الوقت كأي شيء آخر، يتعين عليه اللجوء إلى استعارات كالنهر أو الساعة. ونحن نشعر جيدا أن وقت الإنسان لا يشبه وقت الآلة، وأن الوقت الذي نعيشه وشعورنا بالمدة الزمنية يختلفان تماما عن الوقت الموحد الذي توضحه الساعات. فعلى الصعيد النفسي لا تستغرق كل ساعة المدة ذاتها.
2
فهل تستطيع الآلات الحديثة التي ذكرناها في هذا الكتاب أن توفر لنا استعارات جديدة عن الوقت الذي نعيشه؟ لقد ناقشنا كيف يمكن لآلة أن تستبق الأحداث المستقبلية وأن تكون مسارها في الحياة انطلاقا من تجاربها الماضية (انظر الفصل الثاني). ويمكننا أن نبرهن على أن كل آلة تعيش في مدة زمنية متقطعة خاصة بها. فيمكن وصف عمل مصعد كهربائي بأنه توال لحالات وتنقلات بسيطة؛ لذا فإن وقته فقير كعالمه. ولكن ثمة آلات أخرى تدرك وتتذكر وتتفاعل مع سلسلة من الأحداث المعقدة؛ فالوقت الداخلي للآلات، إن جاز التعبير، ليس هو الوقت المنتظم لساعات القرن الثامن عشر.
Bog aan la aqoon