Aadanaha, Xayawaanka, iyo Mashiinka: Qeexitaan Cusub oo Joogto ah ee Dabeecadda Aadanaha
الإنسان والحيوان والآلة: إعادة تعريف مستمرة للطبيعة الإنسانية
Noocyada
وحتى لو كنا في بداية القرن الحادي والعشرين ولا نعرف بعد معنى كلمة «ذكاء»، وحتى لو لم تنجح أي آلة في اجتياز اختبار تورنج رسميا، فنحن اليوم مجبرون بصفة شبه يومية على أن نثبت للآلات أننا نستحق لقب إنسان. وبالإضافة إلى ذلك فإن اختبارات التعرف البصرية التي تنتشر منذ بضعة أعوام على المواقع الإلكترونية بهدف منع «الروبوتات» الافتراضية من كتابة تعليقات أو رسائل، تزداد تعقيدا بقدر تطور أداء الأنظمة الاصطناعية في هذا المجال. وباستثناء بعض الأمور، كان تورنج إذن محقا إلا في أننا لم نعد نحن الذين نختبر الآلات بل هي التي تختبرنا!
الفصل الخامس
الفضول
(1) هل تتسم الحيوانات بالفضول؟
يقول المثل الشائع: «الفضول قتل القطة»، ولكن هذا قول خاطئ. فالفضول عملية أساسية تسمح للحيوانات باكتشاف التغيرات والمستجدات في بيئتها الجسدية والبيولوجية والاجتماعية والاندماج معها. فلدى الحيوانات كافة نزعة إلى استكشاف أي بيئة جديدة؛ أي التحلي بالفضول. (1-1) الفضول لما هو «مختلف بصورة طفيفة»
يتوقف الانجذاب إلى «ما هو جديد» عند «الجديد الذي يبث الخوف»، فغالبا ما يجد حيوان ما نفسه في صراع بين رغبتين متعارضتين: فضوله الذي يدفعه إلى استكشاف بيئة جديدة، وفي الوقت ذاته خوفه من المجهول. أما لدى الشباب، فيمكن حل هذه المشكلة عن طريق الانجذاب إلى «ما هو مختلف قليلا وليس كثيرا». وقد سمحت بعض التجارب التي أجريت على الكتاكيت، في إطار طريقة تعلم مبتكرة تسمى «البصمة»، بتوضيح هذه المسألة؛ فالبصمة تعني الارتباط المبكر لحيوان صغير السن بأحد والديه أو بديل له، وهي كثيرة الحدوث في المملكة الحيوانية ولا سيما لدى الطيور التي تترك العش بعد مولدها مثل الكتكوت؛ فبما أن هذه الطيور لا تظل في عش، فيتعين عليها حتما اتباع الأم تجنبا لافتراسها. وبهذه الآلية، يرتبط الكتكوت الذي خرج حديثا من البيضة بأول شيء متحرك يقابله ويتبعه بصورة تلقائية، وعادة ما تكون أمه هي هذا الشيء لكنه قد يكون إنسانا (مثل الباحث كونراد لورنتس الذي كان أول من وصف هذه الآلية) أو كرة مطاطية متحركة.
ولكن إلى أي مدى سيدفع هذا الفضول الحيوان؟ فهل سيتبع أي شيء متحرك ويترك والدته ليتبع أول شيء يقابله غير أمه، مثل ثعلب يريد استغلال حداثة سنه؟ أظهر الباحثون أن ذلك ليس صحيحا؛ فإن بعض الكتاكيت التي حصلت في المعمل على بصمات بعض الأشياء تفضل لاحقا الأشياء المختلفة إلى حد ما ولكن ليس المختلفة بشدة. ففي الطبيعة تدفع هذه الظاهرة الكتكوت إلى اكتشاف جسم والدته تدريجيا بزوايا مختلفة (مختلفة إلى حد ما عن تلك التي أعطته انطباعه الأولي) ولكنه لا يرتبط بما هو «مختلف بشدة» كجسم الثعلب الذي يبث في روعه خوفا نافعا. وبلا شك يمكن تعميم مفهوم الفضول واستكشاف ما هو مختلف بصورة طفيفة وما هو «جديد إلى حد ما»، في حين أن الجديد للغاية يثير الخوف، ويمكن تعميم ذلك أيضا حتى على الجنس البشري. (1-2) اللعب
يتجلى الفضول الذي يهدف إلى القيام بحركات معقدة لدى الحيوانات الأكثر تطورا ولا سيما تلك التي تعيش في مجموعات، وذلك في نشاط مبتكر؛ نشاط اللعب المنتشر خاصة لدى صغار الثدييات وصغار الطيور. ففي أثناء اللعب، يقلد صغار الحيوانات بعض المواقف التي قد تضعها الطبيعة أمامها: كالصراعات أو التوازن على الجذوع أو المطاردة أو التزاوج، مع الالتزام بالحدود التي لا تعرض بها أنفسها أو شريكها للخطر. وكذلك لا يقوم أطفالنا الصغار الذين يلعبون لعبة «اللص والشرطة» أو ألعابا يؤدون فيها أدوار الأب والأم بأي شيء آخر في إطار جنسنا، ولكنهم يشبعون بهذا اللعب فضولهم إلى اكتشاف عالم البالغين الذي سيعيشون فيه مستقبلا. (1-3) لعب الإنسان البالغ
قد تضطر الكائنات البالغة أيضا إلى اللعب ولكن قلما يحدث ذلك، باستثناء الفصائل التي تحتفظ «بروح طفولية»، مثل الجنس البشري. فقد أكد العلماء في أحيان كثيرة الطابع الشبابي للجنس البشري، الذي يتضح حتى في هيئتنا الجسمانية: فنحن نشبه جنين الشمبانزي برأسنا الكبير وعينينا الواسعتين وقلة الشعر. وكان ديزموند موريس في كتاب شهير
1
Bog aan la aqoon