Inquiries into the Miraculous Nature of the Quran
مباحث في إعجاز القرآن
Daabacaha
دار القلم
Lambarka Daabacaadda
الثالثة
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Goobta Daabacaadda
دمشق
Noocyada
ب- العدل المطلق بين الرعية:
فلا وجود في الدولة الإسلامية للمتنفذين الذين يتسلطون على حقوق الضعفاء، بل الناس سواسية، الحاكم والمحكوم، القوي والضعيف، الصغير والكبير، أمام القضاء والحكم. ومن هنا إقامة العدل بين الناس من أوليات الدعوة الإلهية. يقول ﷾: فَلِذلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ
كِتابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ
(١٥) [الشورى: ١٥].
ويبين القرآن الكريم أن العدل في كل الظروف وحيال جميع المواقف وتجاه كل إنسان يجب أن يطبق سواء كانوا من الأقرباء أو البعداء، وسواء كانوا من الأصدقاء أو الأعداء، من المحبين أو المبغضين.
يقول تعالى:* إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٩٠) [النحل:
٩٠].* يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلى بِهِما فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (١٣٥) [النساء: ١٣٥].
فلا تفرقة بين الأشخاص في تحقيق العدالة، وإذا حوبي القريب المحب على حساب العدالة، وأبغض البعيد وظلم بسبب العداوة أو الجنس أو اللون اضطرب شأن الدولة واختلت المعايير والقيم فيها فقوض أركانها.
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (٨) [المائدة: ٨].
ج- التكافل الاجتماعي:
يبين القرآن الكريم أهمية التكافل الاجتماعي في بناء الدولة الإسلامية إذ إن شعور أفراد الأمة الإسلامية بمسئوليتهم جميعا عن تصرفات الأفراد،
1 / 244