في الثامنة صباحا كانت سعدية تدق الجرس، من خلفها تقف ابنتها ترتعد، فتحت الأستاذة الباب، اتأخرتي يا سعدية. - معلهش يا ست فؤادة.
تنظر إلى الساعة بقلق. - العملية الساعة عشرة، يا دوب تغسلي الصحون، وتكوي قمصان البيه.
وقفت معها ابنتها أمام الحوض تساعدها، تجفف الصحون الصينية والكئوس الكريستال وترصها في الدولاب، أصابعها ترتعد، دخل شاكر بيه إلى المطبخ، عاوز فنجان قهوة يا سعدية. - حاضر يا بيه. - اعملي فنجان قهوة للبيه يا هنادي.
يلتفت شاكر بيه إليها: إزيك يا هنادي؟
أطرقت البنت ولم ترد.
انزلقت الكأس الكريستال من بين أصابعها المرتعشة إلى الأرض، وانكسرت بصوت حاد، أقبلت الأستاذة بسرعة إلى المطبخ تسأل: إيه حصل؟
شهقت سعدية وهي تلملم الزجاج المتناثر فوق البلاط، معلهش يا أستاذة، مش تاخدي بالك يا هنادي، أصلها خايفة يا أستاذة من العملية، دي بسيطة يا هنادي. تختفي البنت وراء أمها، تنشج بصوت مكتوم، اعملي القهوة بسرعة للبيه عشان نروح العيادة، العربية جاهزة.
ركبت الأستاذة وراء المقود في سيارتها الصغيرة، في جوارها جلس زوجها واضعا حقيبته الجلدية فوق ركبتيه، في الخلف جلست سعدية وفي جوارها ابنتها.
كانت العيادة في شارع جانبي متفرع من ميدان باب الخلق، عمارة عالية تحمل أسماء أطباء ومحامين ومحاسبين ومكاتب استيراد وتصدير وحلاقين ومدلكين وكل أنواع المهن الحرة.
أوقفت السيارة أمام باب العمارة، نزلت سعدية ومن خلفها ابنتها، بقيت الأستاذة وزوجها بالسيارة، قالت وهي تطل من النافذة: عيادة الدكتور في الدور السابع، الشقة جنب الأسانسير، كل شيء مدفوع يا سعدية، قولي للدكتور إنك من قبلنا. وانطلقت بهما السيارة.
Bog aan la aqoon