181

Injad Fi Abwab Jihad

الإنجاد في أبواب الجهاد وتفصيل فرائضه وسننه وذكر جمل من آدابه ولواحق أحكامه

Baare

(مشهور بن حسن آل سلمان ومحمد بن زكريا أبو غازي) (ضبط نصه وعلق عليه ووثق نصوصه وخرج أحاديثه وآثاره)

Daabacaha

دار الإمام مالك

Goobta Daabacaadda

مؤسسة الريان

Noocyada

Fiqiga
«كَرَمُ المؤمن تقواه، ودِينُهُ حسبُهُ، ومروءته خُلُقهُ، والجُرأةُ والجبنُ غرائزُ يضعها الله حيثُ يشاء، فالجبانُ يَفِرُّ عن أبيه وأمِّهِ، والجريءُ يقاتل عمَّن لا يؤوبُ به إلى رَحْلِهِ، والقَتْلُ حتفٌ من الحُتُوفِ، والشَّهيدُ مَنِ احْتَسَبَ نَفْسَهُ على الله» . ويُروى أنا أبا بكر ﵁ قال لخالدٍ حين وجهه إلى قتال أهل الردَّة: «احرص على الموت تُوهب لك الحياة» (١) . وأوصى بعض الأمراء (٢) جيوشه فقال لهم: «أشْعِروا قلوبكم الجرأة على العدو؛ فإنها سببُ الظفر، وأكثروا ذكر الضغائن (٣)، فإنها تَحُضُّ على الإقدام، والزموا الطاعة؛ فإنها حصنُ المحارب» . وكان يقال: قوة النفس في الحرب؛ أبلغ من قوة البدن.

= وأخرجه البزار (٣٦٠٧- كشف الأستار)، وأبو يعلى (٦٤٥١)، وابن حبان في «المجروحين» (٣/٤١)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (٢٩٧) من طريق معدي بن سليمان، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة. ولفظ البزار: «حسب المرء ماله، وكرمه تقواه»، أو قال: «الحسب المال، والكرم التقوى»، ولفظ أبي يعلى: «كرم المؤمن تقواه، ومروءته عقله، وحسبه دينه، والجبن والجرأة غرائز يضعها الله ﷿ حيث يشاء، فالجبان يفر من أبيه وأمه، والجريء يقاتل عما لا يبالي أن يؤوب به إلى أهله»، ولفظ القضاعي: «كرم المؤمن تقواه، ومروءته خُلقه، ونسبه دينه، والجبن والجرأة يضعها الله حيث يشاء» . وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف معدي بن سليمان. وأخرجه التيمي في «الترغيب» (٦٨٤) عن ابن عمر مرفوعًا، وأورد نحوه ابن عبد البر في «بهجة المجالس» (٢/٦٤٢) . وقال عقبه: «ويروى نحو هذا من كلام عمر -أيضًا-» . (١) هذا الخبر في «البيان والتبيين» (٣/١٧٠)، و«عيون الأخبار» (١/٢٠٦، ٢٠٨- ط. دار الكتب العلمية)، و«أنساب الأشراف» (١١٠-١١١- «أخبار الشيخين») - مطولًا. وأخرجه الدينوري في «المجالسة» (رقم ٦٧١- بتحقيقي)، قال: قال سفيان: وقال أبو بكر الصديق ﵁ لخالد بن الوليد ﵀: وذكره. وإسناده ضعيف، فبين سفيان وأبي بكر الصديق مفاوز. (٢) هو أبو مسلم الخراساني، نسبه له ابن قتيبة في «عيون الأخبار» (١/٢١٨)، وابن عبد ربه في «العقد الفريد» (١/١٢٠) . (٣) أثبتها الناسخ «الظعائن»، وقال في الهامش: «الأولى: الضغائن» .

1 / 187