155

Informing Scholars About the History of the Wise

إخبار العلماء بأخبار الحكماء

Baare

إبراهيم شمس الدين

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٤٢٦ هـ

Sanadka Daabacaadda

٢٠٠٥ م

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

Noocyada

البيمارستانات ودكاكين الصيادلة اثنان وعشرون بابًا وتوفي نصرانيًا فِي يوم الاثنين لتسع بقين من ذي الحجة سنة خمس وخمسين ومائتين. سلمويه بن بنان كَانَ طبيبًا فاضلًا فِي وقته خدم المعتصم وخص بِهِ حَتَّى أن المعتصم لما مات سلمويه سألحق بِهِ لأنه كَانَ يمسك حياتي ويدبر جسمي ولما ملك المعتصم فِي سنة ثماني عشرة ومائتين اختار لنفسه سلمويه هَذَا وأكرمه. وقال حنين أن سلمويه كَانَ عالمًا بصناعة الطب ولما مرض عاده المعتصم وبكى عنده وقال لَهُ أشر عليَّ بعدك بمن يصلحني فقال عَلَيْكَ بهذا الفضولي يوحنا بن ماسويه وإذا وصف شيئًا فخذ أقله أخلاطًا ولما مات امتنع المعتصم عن الأكل فِي ذَلِكَ اليوم وأمر بإحضار جنازته إِلَى الدار وأن يصلى عَلَيْهَا بالشمع والبخور عَلَى رأي النصارى ففعل ذَلِكَ وهو يراهم وكان المعتصم قويًا وَكَانَ سلمويه يقصده فِي السنة مرتين ويسقيه عقيب كل فصد دواء فلما باشره يوحنا أراد عكس مَا كَانَ يفعله سلمويه فسقاه الدواء قبل الفصد فلما شرب الدواء حمي دمه وحم وَمَا زال جسمه ينقص حَتَّى مات وذلك بعد عشرين شهرًا من وفاة سلمويه. وَكَانَتْ بَيْنَ الحسين بن عبد الله وبين سلمويه مودة فقال دخلت عَلَيْهِ يومًا فوجدته قَدْ خرج من الحمام وهو متململ والعرق يسيل من جبينه فجلس وجاءه خادم بمائدة صغيرة عَلَيْهَا دراج مشوي وشيء أخضر فِي زبدية وثلاث رقاقات وَفِي سكرجة خلّ فأكل الجميع واستدعى مقدار وزن درهمين سرابًا فمزجه وشربه وغسل يده بماء ثُمَّ أخذ فِي تغيير ثيابه والبخور أقبل يحادثني فقلت لَهُ مَا صنعت فقال أنا أعالج السل منذ ثلاثين سنة لَمْ آكل فِي جميعها غير مَا رأيت وهو دراج مشوي وهنديًا مسلوقة مطجنة بدهن اللوز وهذا المقدار من الخل

1 / 160