Inferences of Sheikh Abdul Rahman Al-Saadi from the Holy Quran: Presentation and Study
استنباطات الشيخ عبد الرحمن السعدي من القرآن الكريم عرض ودراسة
Daabacaha
دار قناديل العلم للنشر والتوزيع
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م
Goobta Daabacaadda
دار ابن حزم
Noocyada
أضيفا لله، وإن كانت الأشياء كلها لله، كما شرف البيت الحرام وغيره من الأماكن بالإضافة إليه تعالى) (^١)، كما أشار إلى ذلك ابن عادل الحنبلي، والقرطبي (^٢).
وذهب آخرون إلى أن السبب في هذا التخصيص إنما هو سبب نزول هذه الآية (^٣)، قال ابن عطية: (و﴿الْمَشْرِقُ﴾ موضع الشروق، ﴿وَالْمَغْرِبُ﴾
(^١) انظر: البحر المحيط (١/ ٥٣٠).
(^٢) انظر: اللباب في علوم الكتاب (١/ ٤١٣)، والجامع لأحكام القرآن (٢/ ٧٦).
(^٣) اختلف المفسرون في سبب نزول هذه الآية على أقوال:
أحدها: أن سبب ذلك، أن النبي ﷺ، كان يستقبل بصلاته بيت المقدس بعد هجرته ستة عشر شهرًا، أو سبعة عشر شهرًا، حتى قالت اليهود: إن محمدًا وأصحابه، ما دروا أين قبلتهم حتى هديناهم، فأمرهم الله تعالى باستقبال الكعبة، فتكلمت اليهود، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وهذا قول ابن عباس.
والثاني: أن هذه الآية نزلت قبل أن يفرض استقبال القبلة، فأباح لهم أن يتوجهوا بصلاتهم حيث شاءوا من نواحي المشرق والمغرب، وهذا قول قتادة وابن زيد.
والثالث: أنها نزلت في صلاة التطوع للسائر حيث توجه، وللخائف حيث تمكن من مشرق أو مغرب، وهذا قول ابن عمر، روى سعيد بن جبير عنه أنه قال: لما نزلت هذه الآية ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾ أن تصلي أينما توجهت بك راحلتك في السفر تطوعًا، كان رسول الله ﷺ إذا رجع من مكة يصلي على راحلته تطوعًا، يومئ برأسه نحو المدينة.
والرابع: أنها نزلت، فيمن خفيت عليهم القبلة، ولم يعرفوا جهتها، فَصَلُّوا إلى جهات مختلفة.
روى عاصم بن عبد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه قال: كنا مع رسول الله ﷺ في ليلة مظلمة، فنزلنا منزلًا، فجعل الرجل يأخذ الأحجار، فيعمل مسجدًا يصلي فيه، فلما أصبحنا إذا نحن قد صلينا إلى غير القبلة، فقلنا: يا رسول الله لقد صلينا ليلتنا هذه إلى غير القبلة، فأنزل الله تعالى هذه الآية =
=والخامس: أنها نزلت في النجاشي، وروى أبو قتادة أن النبي ﷺ قال: " إِنَّ أَخَاكُم النَّجَاشِيّ قَدْ مَاتَ فَصَلُّوا عَلَيْهِ " قالوا نصلي على رجل ليس بمسلم، قال فنزلت: ﴿وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ﴾ [سورة آل عمران الآية: ١٩٩] قالوا: فإنه كان لا يصلي إلى القبلة، فأنزل الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾.
انظر: جامع البيان (١/ ٥٤٩ - ٥٥١)، والنكت والعيون (١/ ١٧٥ - ١٧٧)، وأسباب النزول للواحد (٣٩).
1 / 163