Inference by Al-Khatib Al-Sharbini in His Interpretation of Al-Siraj Al-Munir
الاستنباط عند الخطيب الشربيني في تفسيره السراج المنير
Noocyada
أن الاستنباط من أوثق علوم القرآن ارتباطًا بعلم التفسير - كما تقدم - ولا يتوصل إليه إلا بعد كمال التفسير، إذ الاستنباط من علوم الآية التي تأتي بعد تمام التفسير - الذي هو بيان المعنى - ولكن لشدة ارتباط هذا العلم بعلم التفسير، أُلحِق به في بيان علم التفسير وموضوعاته، وربما توسع بعض العلماء فسمَّاه تفسيرًا؛ وذلك حين يصل هذا المعنى المستنبَط الباطن في شدة قربه وظهوره من المعنى الظاهر، ومن هنا يتوجَّه تسميته تفسيرًا؛ لارتباطه بمعنى الآية من هذا الجانب.
قال ابنُ عاشور (^١): (موضوع التفسير: ألفاظ القرآن من حيث البحث عن معانيه، وما يُستَنبَطُ منه) (^٢)، وقال يصف علم التفسير بأنه: (تفسير ألفاظٍ، أو استنباطُ معانٍ) (^٣)، فالاستنباط على هذا قسيمٌ لبيان المعاني؛ وذلك بالنظر إلى مجموع معلومات كتب التفسير التي يذكرها المفسر. (^٤)
وإذا أردنا التفرقة بين علم الاستنباط والتفسير فإن علم الاستنباط يتفق مع التفسير في أنهما بيانٌ للمعنى، ثم يفترقان في ما يأتي:
أولًا: في المعنى المُبَيَّن في كلٍّ منهما؛ فللتفسير المعنى الظاهر المباشر اللازم لِلَّفظ، وللاستنباط ما وراءه من المعاني الزائدة، وكلاهما من أجلِّ علوم القرآن
_________
(^١) هو: محمد الطاهر بن عاشور، رئيس المفتين المالكيين بتونس وشيخ جامع الزيتونة، له مصنفات مطبوعة من أشهرها: (مقاصد الشريعة الإسلامية)، و(أصول النظام الاجتماعي في الإسلام) وغيرها، توفي سنة ١٣٩٣ هـ. ينظر: الأعلام للزركلي ٦/ ١٧٤، وتراجم المؤلفين التونسيين لمحمد محفوظ (٣/ ٣٠٤).
(^٢) التحرير والتنوير (١/ ١٢)
(^٣) المرجع السابق
(^٤) ينظر: معالم الاستنباط في التفسير ص ٢٢
1 / 30