Inba Ghumr
إنباء الغمر بأبناء العمر
Tifaftire
د حسن حبشي
Daabacaha
المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - لجنة إحياء التراث الإسلامي
Goobta Daabacaadda
مصر
Noocyada
taariikh
أقامت بالقرب من الوطاق فجاء ابن سلام من غير الجهة التي ذكرها ابن عرام فلم يجد بالوطاق إلا القليل فقاتلهم فهزمهم، وفتك العرب فيهم ونهبوا الوطاق، ثم خشي ابن سلام من رجوع العسكر فتوجه على حمية وتخلف بعض النهابة، فدهمهم علان بمن معه، فدارت الحرب بينهم وكسروه مرتين، ثم كسرهم في الثالثة، وأسر بني بدران وأمعن في القتل، وأما ايتمش فإنه استقر في البرية فلم جد أحدًا فرجع بمنه معه، فالتقى بدر بن سلام راجعًا من الوطاق فهرب، وتبعه جماعة منهم فلم يدركوه ولكن قتلوا من جماعته خلقًا كثيرًا منهم ولد بدر، وراح في هذه الوقعة الطائع بالعاصي، وخربت تروجة خرابًا شديدًا، وكذا غالب ما حولها وانتهبت أموالها.
وفيها كائنة بيدمر نائب دمشق، أرسل برقوق بإمسكه فامتنع لأنه لم يرد بذلك كتاب، وألبس مماليكه، فحاربه الحاجب فانهزم فنهبت داره وقيد وسجن، وقتل في تلك المعركة نحو عشرين نفسًا، ثم قبض على أمراء اتهموا بممالاة بيدمر.
وفيها استقر قرط بن عمير كاشف البحيرة، فاستخدم جندًا من التركمان والعرب وتوجه، فأوقع بالعرب وجرت له بينهم حروب كصيرة، وذلك في شوال، فاتفق أن شاع أن قرط بن عمير قتل واتفق حضور خضر بن موسى من عربان البحيرة فأمر بضربه بالمقارع، ثم حضر حسين بن قرط فأخبر أن أباه في عافية وأن سلاحه نفد، فخلع على حسين وأمد أبوه بالسلاح، وجردت العساكر تقدمهم ستة أمراء، فوقعت لهم وقعات كثيرة في شوال منها.
وفي جمادى الآخرة توقف النيل وانهبط في سادس عشر توت، فوقع الغلاء، فأعيد جمال الدين إلى حسبة القاهرة، واستقر شرف الدين بن عرب سبط بهاء الدين ابن المفسر محتسبًا بمصر.
1 / 214