188

Al-Inba fi Tarikh al-Khulafa

الانباء في تأريخ الخلفاء

Baare

قاسم السامرائي

Daabacaha

دار الآفاق العربية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢١ هـ - ٢٠٠١ م

Goobta Daabacaadda

القاهرة

Noocyada

taariikh
وحين تكامل جمعهم بسنجار عوّلوا على قصد بغداد فوصل الخبر إلى بغداد بذلك فنفذ السلطان طغرلبك جماعة العسكر مع الأمير قتلمش ابن عمه لمحاربتهم واتفق اللقاء في رمضان من سنة ثمان وأربعين وأربع مائة على باب سنجار فانكسر جيش السلطان وانهزم الأمير قتلمش وبلغت هزيمته إلى همذان وكانت الهزيمة ليلة عيد الفطر. ونفذ البساسيري الفيوج والرسل إلى مصر يخبر بالفتح، ونفذ أسلاب الأتراك وخيلهم وأعلامهم إلى المستنصر فوقع ذلك منه أوفى موقع. وسحبوا الأعلام السود على التراب منكوسة في أسواق القاهرة وزيّنوا البلد أياما. وفي ذلك يقول ابن حيّوس: عجبت لمدّعى الآفاق ملكا ... وغايته ببغداد الركود يصول على رعاياها اعتداء ... ويحجم كلما صلّ الحديد [٩٥ أ] يدبّره ابن مسلمة سفاها ... برأي غيره الرأى السديد وأعجب منهما سيف بمصر ... تقام له بسنجار الحدود «٥٧٢» وحين وصل هذا الخبر إلى بغداد ركب ركن الدولة ودخل دار القائم بأمر الله في أحسن زيّ وتعبئة وبين يديه الأمراء من الأتراك والعرب والديلم. فخرج رئيس الرؤساء إلى صحن الدار لاستقباله فدخل البهو، وهو مجلّل بستور الديباج السود وفي صدره سبنية «٥٧٣» سوداء مسبلة فكشفت وإذا بالخليفة وراءها على سدّة عالية ارتفاعها من الأرض سبعة أذرع وعليه السواد والمنطقة وهو معمّم على رصافية وبردة النبي- ﷺ على كتفيه وخاتمه في إصبعه وهو حلقة فضة عليها فصّ غروى أسود مربّع نقشه سطران: «لا إله إلا الله محمد رسول الله» والقضيب الخيزران في يده والخدم على طبقاتهم وقوف وفي أيدي بعضهم الشموع وفي أيدي الباقين مجامر البخور من الطّيب. وحين رفعت الستارة ووقعت عين ركن الدين على القائم أكبّ على الأرض يقبّلها فعل ذلك مرارا عدّة. وكان بين يدي الشبّاك كرسي خشب وكان رئيس الرؤساء واقفا عليه، فقال له الخليفة: خذ إليك ركن الدين فنزل رئيس الرؤساء

1 / 191